ثمة مشاهد بفيلم «الكيت كات» من أداء المبدع محمود عبد العزيز، ترشدنا الى واقعنا فى مصر. معظمنا شاهد الشريط السينمائى ويحفظه عن ظهر قلب، ونركز فقط على الكفيفين الشيخ حسنى والعالم الأزهرى الشيخ عبيد عندما التقيا صدفة على الكورنيش ليدور بينهما مشاهد طويلة يتخللها حوار يدل على أن الشيخ حسنى الكفيف يضيق بأى شخص يتعامل معه على أنه «أعمى» فى حين أنه نفسه مارس نفس العيب بحق الشيخ عبيد الذى أوهمه مرارا بأنه مبصر وسيوصله الى شارع مراد. ومن ضمن حوار حسنى لعبيد: «إذا مكانش سليم النظر زى حالاتى يساعد عاجز النظر اللى زيك لامؤاخذة يعنى.. يبقى قول على الدنيا السلام». ثم يحذر حسنى الشيخ عبيد: «خلى بالك ،حاسب، أدٌامك عمود نور، حاسب، جرى إيه يا أخى».
يستمر خداع الشيخ حسنى لذروته عندما يقنع صديقه الكفيف بركوب «الفلوكه» ويتعرضان للغرق، ليكتشف الشيخ عبيد أن قبطانه كفيف مثله ليضحكا ويمرحا، خاصة مع تأليف حسنى حكايات وهمية عن تكريم عبدالناصر له، وجده الذى بنى الكيت كات وزرع أشجار كافورها، وهكذا.
أكاذيب الشيخ حسنى تعتبر ضعيفة مقارنة بأكاذيب المرشحين للبرلمان، فمرشح برمز الأسد استأجر أسدا ووضعه فى قفص ووقف عليه ليخاطب الناخبين!. فماذا نقول لهؤلاء الذين لو تميزوا بشجاعة حقيقية لتحدثوا والأسد حر طليق، وهم يعلمون أن الشعب سيخرج حتما من قفصه وينتفض قبل أن يصل لمرحلة الاختناق تماما.
ونائب آخر كتب عريضة طويلة عن دراساته، التى لو ظل عمره كله لما حصل على ربعها، اللهم إلا إذا كانت شهادات مضروبة، ناهيك عن أمهر رماة مصر وكأنه داخل سيرك وليس برلمان، فما حاجتنا كمواطنين لقناص ماهر، إلا إذا كان ينوى اصطيادنا نحن، أو يمارس هواية صيد الحمام داخل أروقة المجلس مع بقية النواب.
والمرشح الذى وعدنا بتطوير الزراعة وهو نفسه نسى الخضرة فى ناديه.. الأمثلة كثيرة ومريرة، وكلها مثل القبطان الكفيف، ألم يكفهم أن الشعب كفيف فجاؤوا بمرشحين يستعمونهم.