الأهرام
مرسى عطا الله
قوائم وأحزاب من ورق !
1 - بعض الذى يكتب ويقال - على هامش الانتخابات البرلمانية - يحوى للأسف الشديد ــ من الشطط بأكثر مما يتضمنه من أفكار ورؤى وذلك أمر لا يصب فى خدمة الوطن ولا يساعد على ترسيخ مناخ الديمقراطية ومن أسف أن بعض النخب السياسية والحزبية مازالت عاجزة عن تقديم نفسها للرأى العام فى صورة جديدة ومقبولة تعكس فهما صحيحا لمعنى الديمقراطية بعيدا عن السباب والتراشق وتبادل الاتهامات وعودة النبش فى الماضي.

إن بعض ما يكتب ويقال هذه الأيام يبدو بعيدا وبعيدا جدا عن الرؤية الصحيحة لحجم التحديات والمخاطر وما تتطلبه هذه التحديات والمخاطر من تفعيل لمنهج الحوار واحترام الرأى الآخر بدلا من التفرغ لمساجلات هزلية ومجادلات عقيمة تغلب على معظمها لغة الصراخ والسب وتستخدم فيها مفردات التجريس والتشهير ومن ثم تؤدى لتغليب أجواء التعصب والجمود الفكرى وزرع بذور التشكيك فى مرحلة نحتاج فيها إلى التكاتف والتآزر.

إن تحديات المرحلة الراهنة ــ والمقبلة ــ لاتخفى على أحد ومن ثم فإنه يفترض أن تمثل تحديا للجميع من أجل حشد وتجييش الرأى العام فى الاتجاه الصحيح من خلال برامج حقيقية تؤدى إلى تعميق التواصل بين الأحزاب وقواعدها الجماهيرية حتى يكون ذلك مدخلا صحيحا لكى تصبح الحياة الحزبية معملا لاكتشاف وتفريخ الكوادر والقيادات القادرة على تسلم الراية وتحمل المسئولية بدلا من إضاعة الوقت والجهد فيما يؤدى فقط إلى اهتزاز ثقة الرأى العام فى أغلب الرموز والنخب!

ولنكن صرحاء مع أنفسنا ونعترف بأن المشهد السياسى الراهن ليس مرضيا بعد أن أكدت وقائع الانتخابات أن أغلب الأحزاب مجرد أصوات لا يحس بها الشارع المصرى إلا من خلال الصحف التى تصدر باسمها وذلك يمثل تحديا للحياة السياسية والحزبية التى ربما كان يجوز فهم واقعها الطفولى عند بداية نشأتها بعد انتهاء مرحلة الحكم الشمولى فى نهاية حقبة السبعينات ولكن بعد أكثر من 35 عاما من عودتها وبعد نجاح ثورة 30 يونيو 2013 فإن الظروف تغيرت وكان ينبغى أن تتغير معها الأوضاع الحزبية بحيث تخرج من عباءة الوجود الشكلى على الورق فقط إلى آفاق الولادة الطبيعية من خلال تيارات واتجاهات مستنيرة وقواعد شعبية حقيقية.

وغدا نواصل الحديث

خير الكلام :
الكلام لمجرد الكلام.. مجرد نفخ فى الهواء!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف