صابر شوكت
اتهامات الجبالي ومواكب الشهداء..
صدمت ومعي الملايين في مصر والعالم من التصريحات الأخيرة المرعبة للمستشارة تهاني الجبالي.. بتوجيه اتهامات الخيانة العظمي لقادة قوائم الانتخابات البرلمانية المسماة في حب مصر.. بأنهم ارتكبوا الخيانة العظمي في حق شعب مصر وقيادته ونظامه بتآمرهم مع قادة التنظيم العالمي للإخوان بإعطاء أصوات أتباعهم بأنحاء الجمهورية إلي مرشحي حب مصر.. وعندما يضمنون الأغلبية بالبرلمان والسيطرة علي السلطة التشريعية.. سيصدرون القوانين والقرارات بإجراء المصالحة مع الإخوان.. وحل مشكلاتهم مع شعب مصر.
الكارثة.. إن هذه الاتهامات المروعة.. لم تخرج في جلسة خاصة.. بل في مؤتمر جماهيري عام حضره الآلاف وأذيع بعديد من فضائيات العالم.. بل خرجت بعده بساعات بنفسها علي برامج الفضائيات تؤكد اتهاماتها المرعبة بالأدلة الدامغة والصور الموثقة بلقاءات تمت الخميس قبل الماضي في دولة الكويت بين زعيمين كبيرين من قادة «حب مصر» أحدهما قائد سابق بالمخابرات والآخر وزير سابق.. أثناء الاتفاق مع قادة تاريخيين للإخوان علي ضمان البرلمان «لحب مصر» بضمانة إخوانية ومباركة سرية أمريكية ودعم مالي دولي.
كارثة بكل معني الكلمة ما كشفت عنه المستشارة الجبالي.. وهي ليست أي شخص.. إنها قبل كل شيء إحدي أهم الزعيمات والمناضلات التي كشفت وحاربت حكم الإخوان الفاشي.. وأهم قيادات ثورة ٣٠ يونيو من النساء.. ثم إنها مؤسسة قائمة التحالف الجمهوري كتيار سياسي شعبي.. يشارك فيها نخبة من المؤثرين.. في اعتقادي أهمهم علي الاطلاق.. وكيل جهاز المخابرات والمرشح الرئاسي السابق.. والذي أعرفه ان قادة المخابرات بعد خروجهم من الخدمة وحتي الموت يظل ولاؤهم لهذا الجهاز السيادي الخطير.. ويظل لهم تلاميذ نجباء يساعدونهم في بعض الأمور المهمة عندما يتعرض الوطن لمخاطر.. فهل ساعدهم هؤلاء في تسريب لقاءات قادة «حب مصر» باخوان الكويت وفضح لقاءاتهم واتفاقهم الإجرامي لخطورته علي مسيرة السلطة التشريعية والبرلمان القادم لمصر..؟!.
وهل تكشف الأيام ان الأسماء البراقة والشعارات مازال البعض يراهن علي قدرتها في خداع شعب مصر.. فبعيداً عن قصص الحب الجارف التي يسوقها قادة هذا التيار لشعب مصر العظيم ورئيسه وغيره.. فإن التاريخ يشهد ان هؤلاء القادة.. قد قالوا مثل هذه الشعارات وقصائد المدح فيمن يركب السلطة والنظام طوال العقود الأخيرة في مصر.. بل ان ضم جميع أعوان الحزب الوطني السابق تحت قوائمهم.. دليل تواطؤ مستمر مع نظام ثار عليه الشعب من قبل في ٢٥ يناير.. فهل تخيل هؤلاء انهم محترفون جداً ومخضرمون سياسيون فقرروا لضمان أغلبية البرلمان اللعبة علي كل الحبال وعدم الاكتفاء بالوطني.. بل وباتباع «مرسي» المعزول وعقدوا اتفاقهم الإجرامي. إن ما كشفته المستشارة الجبالي.. لن ينتهي بالنفي العبيط من قادة «حب مصر» بل يحتاج تحقيقاً فورياً شفافاً يكشف هذه الجرائم المروعة. ان المستشارة الجبالي.. ليست كأي أحد وانما هي قبل كل شيء نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا.. أهم كرسي في البلاد بعد رئاسة الجمهورية.. وهي قاضية جليلة كلامها يوزن بالذهب.. لذلك نطالب مع الملايين.. بإجراء تحقيق فوري في هذه الاتهامات قبل تشكيل البرلمان.. ان كانت كاذبة.. فهي مستعدة للمحاكمة.. وان كانت صادقة.. فإن رؤوساً قد حان وقت قطعها بعد أن ظلت سنوات عمرها تمارس السياسة باسلوب الهمبكة مع نظام مبارك وجربت تجربه مع نظامنا الوطني الحالي وعميت عن أن برلمان ٢٠١٥ وشعب مصر الآن وقائده ليس كمن عاشوا معهم تجاربهم طوال حياتهم.. ولذلك لماذا حتي الآن لم تتقدم الجبالي باتهاماتها ومستنداتها الخطيرة لنيابة أمن الدولة؟ وإلي أن تنكشف الحقائق.. فإن علي الجميع أن يرتقي إلي مستوي دماء شهدائنا الأبرار الذين يتساقطون كل يوم فداء لأبناء مصر وآخرهم شهداء العدالة في سيناء القاضي الجليل الشهيد عمر محمد حماد وابننا وكيل النيابة عمر ومصطفي وأبنائي جنود الشرطة والجيش.. علي كل مجرم أن يتقي الله في هذا الوطن وشعبه.