المساء
أحمد عمر
الإدارة المفزوعة
ثلاث قضايا أشعلها النجوم هذا الأسبوع.. أقصد نجوم الصحافة والإعلام والسياسة لكن تداعياتها تنزل علي الأرض وتصيب البسطاء.. فمن صراع عالمي علي القوة والثروة يكاد ينفلت عياره يضع أفعي رقطاء تسمي "داعش" في سرير العرب.. إلي انتقال أبطال "الأكشن" الإعلامي وبرامج التوك شو من مقاعد الاستديوهات أمام الكاميرات إلي مقاعد البرلمان أمام نفس الكاميرات.. ومؤسسات صحفية قومية أكبر من الديناصورات صارت مهددة بأن تلقي ذات المصير.
** الإدارة الفاشلة هي الباب الملكي للفساد والاهمال.. لا تقل خطورة عن الإرهاب والعدوان الخارجي.. فقدت مصر أرواحا علي الطرق السريعة وتحت أنقاض البيوت المنهارة أضعاف خسائرها في كل حروب التحرير التي خاضتها.. ضاع منها بسبب الاهمال مليارات الجنيهات لا تعد ولا تحصي أبسطها في أزمات مرور خانقة ما كان لها وجود لو تصدت الوحدات المحلية لمخالفات الجراجات أسفل العقارات.. وأزمة إسكان لها تداعياتها الاجتماعية والثقافية نتيجة غياب التخطيط وترك الأراضي الصحراوية الشاسعة التي حبانا الله اياها ساحة للصراع بين جماعات الفساد بدلا من أن تكون امتدادات عمرانية للخير والنماء.. ولأن العرب في الهم سواء.. أجد تطابقا بين الشأن المصري وما دونه استاذ الإدارة السعودي د. صالح بن سبعان عن سيول جدة الأخيرة التي راح ضحيتها شقيقته عفاف ضمن مائة شخص... واصفا السلوك الإداري تجاه الأزمة بأنه مثل نائم يستيقظ مفزوعا.. أما النوم الإداري والغياب عن الوعي فمرجعه الانغماس في التفاصيل علي نحو يحجب الرؤية المتكاملة واستشراف المستقبل حتي تصحو علي وقع الحدث لتتحول إدارة الكارثة إلي إدارة كارثية.
وبعدما تسلم واحد من المحافظين العمل لأول مرة في المحليات.. عبر عن دهشته بأنه وجد أن المحافظ عليه أن يعمل كل شيء... يقول ياسر الدسوقي محافظ أسيوط إنه يسعي لتطبيق الإدارة كما تعلمها ومارسها في قطاع الأعمال.. وأن يضع كل مسئول أمام واجباته ويتركه يقوم بدوره.. ليبقي للمحافظ المسئولية الإشرافية والرؤية العامة ورسم السياسات.. لكن يبدو أن النموذج الذي حاول محافظ أسيوط تقديمه يواجه حربا.. فالجهاز الإداري القائم صارت لديه خبرة طويلة في إزاحة المسئولية علي أي مسئول أعلي حتي تتعلق في رقبة المحافظ.. كما اعتاد الشارع علي مشهد المحافظ يتدخل في كل شيئ بداية من رفع القمامة ونزح المجاري إلي إزالة التعديات والتفتيش علي المحلات.. الجميع يساهم في إغراق الإدارة بتفاصيل المشكلات اليومية.. وفي صنع الإدارة الكارثية التي أفسدت علينا حياتنا.. والاصلاح الإداري يحتاج المساندة الشعبية وأن يعمل كل في موقعه بمنطق مسئولية كل راع مسئول عن رعيته.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف