دائما ما ترتبط مرحلة الشيخوخة بالعزلة والشعور بالوحدة وفقدان الاصدقاء والأحباب الذين قد يتخطفهم الموت. أو يفرق بيننا وبينهم العجز والمرض او الشعور بالاكتئاب وعدم الإقبال علي الحياة!!
ولم يحظ الوجه الآخر للشيخوخة بالاهتمام الكافي. أي مزايا الحياة بعد التقدم في السن. كالمكتسبات المتمثلة في الحكمة والثقة والثروة صحيح ان الجسد ربما يدب فيه الضعف لكن الشعور بذاتك يقوي والاحساس بما هو مهم بالنسبة لك يزداد عمقا ومع زيادة متوسط العمر بحوالي 30 عاما خلال الجيلين الماضيين يجب أن نستمتع بهذه المدة الإضافية للعمر ونستفيد منها بأقصي ما نستطيع يقول جاي روبرتسون صاحب كتاب كيف تعيش بشكل ايجابي في الكبر عليك أن تغرس في داخلك عقلية متفائلة. فليس المهم هو ما يحدث لك. بل المهم كيفية تفاعلك معه.
علماء النفس في العالم الغربي المتخصصون في ايجابيات الشيخوخة. يقدمون النصائح للعيش في سعادة وصحة جيدة بعد الكبر.
وينادون بضرورة الالتفات للايجابيات التي تنعم بها في حياتك وأن تحمد الله علي ما بين يديك بدلا من التركيز علي ما فقدته في سنواتك الاخيرة فالسعادة تنبع من استمتاعك بما تملكه بالفعل. وليست فيما تريد امتلاكه.
ويقولون تمهل كي تشم الورود وتقدر ايجابيات الحياة. الوقت يبدو وكأنه يجري بسرعة مع تقدم السن انظر لهذه الايجابيات واستمتع بهذه اللحظات إلي أقصي حد. الذكريات الايجابية وسيلة لذيذة لتذوق الماضي والتحدث عن لحظات السعادة والفرح بكل فخر. فتذوق الايجابيات والامتنان يغرسان فيك المشاعر الايجابية.
المتفائلون يصبحون في وضع افضل لمواجهة تحديات الافكار الشائعة حول التقدم في العمر ويتمتعون بحياة أفضل جسديا ونفسيا. ويمكنهم التكيف ايجابيا عندما تسوء الاحوال المتفائلون يرون ان المشاكل عابرة ويمكن احتواؤها وتجاوزها عند مرورك بمشكلة تخيل ما كنت ستقوله لصديق يمر بنفس المشكلة.
ومن المفيد أن تجعل لحياتك معني وقيمة فالحياة في الكبر ليست لبذل الجهد والعرق من أجل أشياء تافهة يجب التركيز علي ماهو مهم بالنسبة لك سواء اكان ذلك الشيء اشخاصا بعينهم في حياتك أو قضايا تتحمس لها هناك سعادة أكثر عمقا وتنبع من خدمة هدف يمتد نفعه لغيرك فالطريق للسعادة يبدأ عندما يصبح لحياتك هدف ومعني.
وعليك بتطوير قدراتك فكثيرون لا يجدون فرصة قبل المعاش لتطوير قدراتهم حيث يعملون طوال اليوم من الصباح وحتي المساء وبعد المعاش تأتيك الفرصة لكي تتوهج مواهبك فابحث عن عمل أو هواية تتناسب مع ميولك وقدراتك هذا يمنحك الطاقة. ويرفع مستوي ادائك الجسدي والعقلي ويولد لديك الاحساس بالسعادة.
ومع تزايد مخاطر العزلة والوحدة في مرحلة الشيخوخة يجب أن تخرج من حالة التقوقع علي نفسك وتركز علي محيطك فالعلاقات الطيبة والانشطة الاجتماعية من ضرورات الحياة السعيدة وهذا ما يتسم به معظم الاشخاص الاكثر سعادة بوجه عام. عليك بالتواصل مع الاخرين. اعط الاولوية لاحبائك واقاربك وافراد اسرتك وحافظ علي علاقاتك الاجتماعية. الاحساس بالوحدة والعزلة يضعف جهازك المناعي ويجعلك عرضة للاصابة بالامراض.
كن متسامحا فالتسامح أفضل وسيلة لشق طريقك بسلاسة في الحياة عليك أن تنسي ما لم يعد لك فيه فائدة سامح من سببوا لك الاذي في الماضي وحرر نفسك من اسر المواقف الصعبة حتي تستمتع بوقتك بدلا من البكاء علي اللبن المسكوب.