المساء
خيرية البشلاوى
لا عتاب.. ولا ملامة.. ومن غير ليه؟
العتاب والملامة و¢ليه¢ تنطلق من العشم.. والعشم ينطوي علي مشاعر. وفي حالات اللوم والعتاب والسؤال يفترض أن المشاعر ايجابية. عاطفية إزاء الحبيب. أو الصديق أو رفيق العمر. أو مشاعر وطنية تؤكد حب الوطن والانتماء للناس أو للثقافة والقضايا المرتبطة بها جميعا "الوطن. الناس. الثقافة".
فلا عتاب ولا ملامة ولا سؤال أمام تغليب المصلحة الذاتية أو عند البحث عن المادة والشيكات النقدية.. حينئذ لا يصح أن تعاتب ولا حتي تصافح إن لزم الأمر. علي سبيل المثال كيف تعاتب اثنين من صعاليك "الإعلام" استمرءا الكذب واللعب علي الحبال واتكآ علي الصوت العالي ولم يباليا بأن من يتابعهما يعلمون أنهما من كناسة دكاكين الإعلام الموجه. وأنهما من مرتزقة الحرب الإعلامية بغض النظر عن المتحاربين فيها طالما يدفعون.. هنا لا يصح العتاب ولا الكلام فقط الفرجة علي طريقة استعراض المواقف.. الزائفة وحين يكشف أحدهما عورة الثاني ويفضحه يسارع الأخير بالتهديد بفضح عوراته وفي الحال تظهر علي مواقع التواصل الاجتماعي صور الشيكات التي تقاضاها كل منهما والمبالغ الكبيرة التي دفعت بالدولار من "خزانة" الإخوان أو من "صناديق" الفوضي الخلاقة فلا فارق بين الاثنين.. ثم بعد أن يأتيهما الأمر المطاع من الأسطي صاحب الدكان يخرسان علي الفور.. "بالله أليست هذه من علامات الخراب".
لا عتاب ولا ملامة ولا "ليه" لمن يهرولون علي المكسب المادي. المنظري. النقدي.. الخ.. أو لمن يحملون أفلامهم إلي "دبي" بعد أن يقطفوا خيرات "القاهرة" تاركين المنتج فاقع اللون يتباهي بوطنيته وبتفضيله مهرجان بلده. وبأنه وبرأي بعض الكتيبة الجورنالجية يعتبر الوحيد الذي حافظ علي ماء وجه السينما المصرية بغض النظر عن تركيبة هذا "الماء" الكيماوية.
من البداية ومن قبل البداية والمهرولون عازمون علي الذهاب إلي حيث المكسب وبرغم وعود الصداقة وكلام الليل المدهون بالعسل للمنظمين في مهرجان القاهرة عازفون عن دعم المناسبة الوطنية التي استفادوا منها.
إذن لا عتاب ولا ملامة ولا "ليه" عندما يكون السبب معروفا والمواقف كاشفة دون دليل. وحين يغيب الالتزام يصبح الانحياز سخافة والغواية ناجزة وكرم الضيافة أحق.
لا ملامة ولا عتاب ولا ليه لفاقدي الانتماء. وقصيري النظر. إذ كان من الممكن ضرب العصافير هنا وهناك بحجر واحد حتي لو كان يعني التخلي عن بعض الامتيازات المادية.
من المنطقي أن يفشل مهرجان القاهرة في دورته الأخيرة في استضافة أمثال هاني أبو أسعد "الفلسطيني" بفيلمه الأخير ¢طير الطاير¢ والمخرجة رقي المصري بفيلمها "3000 ليلة" وفيلم التونسية ليلي أبو زيد "علي جلة عيني" والثلاثة اشتركوا في مهرجان تورنتو الأخير "2015" والثلاثة استفادوا من صندوق "انجاز" دبي الداعم للأعمال السينمائية العربية. ولكن من غير المنطقي أن يفشل مهرجان مصري في اقناع المصريين من أمثال هالة خليل ومحمد خان وداود عبد السيد في تقديم عروضهم الأولي في القاهرة حتي يحفظوا فعلا وحقا ماء وجه السينما المصرية في مهرجانها الدولي عموما لا فارق بين القاهرة ودبي إذا كانت الأمور بعيدة عن التنافس الفني والسينمائي. ولكن التنافس انتقل إلي مستوي من يدفع أكثر؟؟ والفلوس تتحدث.
أثناء انعقاد مهرجان القاهرة وبعد عرض الفيلم المصري ¢الليلة الكبيرة¢ سألني ناقد شاب يعمل في إحدي المجلات الفنية.. هل تعتقدين ان هالة خليل صادقة في حجتها. بمعني أنها لم تنته من فيلمها الأخير "نوارة" حسب ما أعلنت. أم أنها تلكأت أو ادعت ذلك للاشتراك في "دبي"؟؟ ولم يكن يجهل الاجابة بطبيعة الحال. وقد وافقته علي ظنونه. والملاحظ أنه ليس الوحيد الذي طرح هذا السؤال بخصوص أفضلية الاشتراك في مهرجان "دبي" عن "القاهرة" وكانت إجابتي واحدة تقريبا "الفلوس تتكلم" وأضيف ان "دبي" يكتسب طزاجة في كل دورة. ودينامية أكثر علي مستوي التنظيم. ولكن ليس هذا هو المبرر بالنسبة لاصحاب هذه الأفلام.. والأمر لم يعد في حاجة إلي دليل أو بيان. فقط إلي ضرورة المزيد من الوعي بمقدار وقيمة الفنان كصاحب موقف وليس كصانع فيلم فقط. كصاحب دور يلعبه فوق ملعبه الوطني وليس كمرتزقة لكن "الليبرالية" تقضي أن تكون "حرا" وبكامل إرادتك تختار واختياراتك تحدد ملامح ¢حريتك¢ فلا لوم ولا عتاب ولا سؤال. أنتم أحرار ونحن كذلك!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف