المساء
مؤمن الهباء
10 أيام مع داعش
أزعجنا تنظيم داعش الإرهابي كثيرا.. وأساء إلينا والي ديننا وعروبتنا بجرائمه ووحشيته.. ومع ذلك لم تفكر أية جهة علمية أو بحثية في أن تدرس هذا التنظيم من الداخل.. لكي نعرف كيف يفكر ولماذا يتعمد إظهار أساليبه الانتقامية غير الإنسانية وكيف يعيش الناس في المناطق الواقعة تحت سيطرته ولماذا ينجذب إليه الشباب من بلدان كثيرة ومن اوروبا تحديدا ليقاتلوا في صفوفه.
الكاتب والسياسي الألماني يورجن تود نهوفر فعل ذلك.. وكشف معلومات مهمة عن داعش والدواعش في مقابلة تليفزيونية تتناقلها مواقع التواصل الاجتماعي علي شبكة الانترنت ليطلع عليها الملايين.
قال يورجن تود نهوفر انه ذهب الي داعش -تنظيم الدولة الإسلامية- عبر تنسيق خاص مع أحد العناصر القيادية فيه الذي وفر له اجراءات الأمن في السفر والاقامة والتنقل هناك.. وهذا العنصر القيادي من أصل الماني اعتنق الاسلام ثم سافر الي الشام.. ويوضح: "لقد عشت 10 أيام كاملة هناك.. وقبلها تحدثت معه عبر "سكيب" أكثر من 500 ساعة عن دوافعه وعن الضمانات الشخصية لي أثناء الرحلة.. ثم يؤكد انه سيلتقي غدا مع 30 شابا في فرانكفورت يريدون ان ينضموا لتنظيم الدولة.. وهناك احتمال ان تقوم المخابرات الالمانية باقتحام هذا اللقاء.. انهم شباب صغير عندهم من 15 الي 16 عاما.
وعن تجربته في أرض داعش يقول: الازمة في تنظيم الدولة سياسية وليست دينية.. والاعلام يخطئ عندما يصف جرائم التنظيم بأنها لدوافع دينية.. هذا غير صحيح.. وهذا ما ذكرته للبغدادي في خطابي له انه يجب عليه تغيير اسم الدولة الاسلامية الي تنظيم الدولة الضد اسلامية فالاسلام يحرم الاكراه علي اعتناق الاديان ويحرم القتل والاعتداء وتدمير الكنائس.. وهذا البغدادي وجماعته ما هم الا تشكيل عصابي يستخدم الاسلام كواجهة لجرائمه.. وللاسف هو ناجح جدا في هذا الاستخدام.. ولن يسقط بسهولة لانه اتخذ كل الإجراءات الكفيلة باقامة الدولة.. فلديه أجهزة أمن صارمة ولديه نظام اقتصادي وضريبي قوي.. ومقاتلوه لديهم عقيدة راسخة.. وتتوفر لهم بيئة حاضنة من المسلمين السنة الذين يشعرون بالتهميش في بلادهم بعد سقوط نظام صدام حسين.
ولكن.. لماذا ينجذب الشباب إلي داعش وينضمون إليه؟!
يقول يورجن : هناك 4 اسباب الاول ان هؤلاء الشباب يشعرون بفارق كبير في المعاملة هنا في المانيا والنمسا.. والتمييز العنصري ضدهم.. وبالفعل نحن نعاملهم بعنصرية وتمييز.. فعندما يتقدم احدهم لوظيفة ويكون اسمه محمد مثلا فلا يتم النظر إلي طلبه.. لكن لو تغير الإسم في نفس الطلب فسيتم الرد عليه فورا والثاني أنهم يشعرون أن العالم الاسلامي قد تم معاملته بكل سوء واحتقار من خلال حروبنا واحتلالنا لأراضيه.. انهم يتابعون أعداد القتلي التي تسببت فيها حروبنا.. ففي العراق مثلا تسببت الحرب في قتل مليون شخص.. والسبب الثالث وهو الاهم فإنه يتم اقناعهم بأن ما يحدث هناك هو الاعداد للمعركة التاريخية الفاصلة والاخيرة بين الخير والشر المذكورة منذ 1400 عام.. والسبب الرابع انه يجري اقناع هذا الشباب ذي الـ15 عاما والذي ليس له أي أهمية أو ثقل في مجتمعنا.. وعلي الاخص هؤلاء الشبان المسلمين.. بأنهم سيكونون جزءا من التاريخ.. وسيقومون هم أنفسهم بصناعة التاريخ بانضمامهم الي تنظيم الدولة واعطائهم الشعور بالأهمية.. لم يشعرهم أحد من قبل بالأهمية.. ويتم الايقاع بهم.. ويظنون انهم بالمشاركة سيقومون بمساعدة الضعفاء والفقراء.. تشجعهم علي ذلك النجاحات العسكرية التي يحققها التنظيم.. ومن ضمنها نجاح 200 مقاتل من التنظيم في دحر 6 الاف جندي نظامي.. وهذا من أكبر عوامل الجذب والاغراء لهذا التنظيم.
ويؤكد الكاتب والسياسي الالماني: اذا كنا نريد إنهاء اسطورة تنظيم الدولة فيجب علينا إعادة دمج واستيعاب الأقلية السنية في الشعب العراقي 35% واعطائهم نفس الحقوق التي يتمتع بها الشيعة.. وحينها فقط سيظهر العراقيون السنة الكارت الاحمر للتنظيم.. ومن خلال اتصالاتي مع التيار المعتدل في العراق قالوا انهم في حال حصولهم علي حقوقهم كاملة مثل الشيعة سيقومون بمجابهة تنظيم الدولة وقد قاموا بذلك من قبل في عام ..2007 الحل لن يكون الا سياسيا أما الضربات الجوية فلن تقضي عليه.. لقد مات بن لادن ولكن الإرهاب مازال متصاعدا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف