* مازلت أعيش في حكاية اقتراض مصر ثلاثة مليارات دولار من البنك الدولي بعد أن كنا قد أغلقنا هذا الباب بالضبة. وبدون مفتاح!!.. بعد كارثة التريليونين. اللذين ورثناهما من الستين عاماً السوداء.. القرض بمناسبة ظروف السياحة. وتأجيل ــ مجرد تأجيل لمدة ستة أشهر ــ لالتزامات السياحة في الكهرباء والماء والغاز والتأمينات!!.. الميزانية لم تتحمل مجرد تأجيل التزامات بسيطة. فماذا ستفعل. حينما يفتح مجلس النواب ذو الستمائة عضو أبوابه.. بعد رفع "المكافأة" إلي خمسة آلاف جنيه بدلاً من ألف!!.. خلاف البدلات واللجان والسفر وغيره!!.. ماذا ستفعل الميزانية؟!!
تصوروا.. لا توجد دولة في العالم عدد أعضاء مجلسها النيابي 600 عضو.. الدول التي يزيد تعدادها علي المليار. عدد نوابها لا يزيد علي الخمسمائة عضو.. تصوروا المليار وكسور يختارون حوالي 500 عضو. ونحن التسعين مليوناً نختار ستمائة عضو!!
* * *
والحقيقة أن الموضوع كله يحتاج لإعادة نظر.. راجعوا "الجوجل" واستعرضوا عدد أعضاء أي مجلس وزراء مهما كان تعداد الدولة.. لن تجد دولة علي سطح الكرة الأرضية عدد وزرائها يصل إلي رقم الثلاثين. ولا حتي العشرين!!
* * *
لا مانع من أن يكون عندنا ستون وزارة!!.. بشرط أن تعمل كل وزارة عملاً مجدياً مفيداً يشعر به الناس.. هناك وزارات لا أعرف ما هو عملها. أو قل ماذا فعلت طوال مدة وجودها؟!!!
هناك وزارة القوي العاملة مثلاً.. كان اسمها زمان وزارة العمل.. وكان موقعها في مدينة نصر.. لا أدري ما عملها. وكيف تواجه أخطر مشكلة تواجه مصر الآن. وهي مشكلة البطالة.. ولا كيف تواجه مشكلة الهجرة غير الشرعية. ولا مشاكل عمالنا في الدول العربية الذين "شبعوا" ضرباً علي الوجه والقفا. والمسئولية موزعة بين الخارجية وبين وزراء القوي العاملة منذ مدة طويلة؟!!
نحن نرحب بوزارة للقوي العاملة.. ولكن بشرط "محاولة" حل المشاكل.. الموضوع يبدأ بعمل إحصاءات لخريجي كل الكليات. وتدرس في نفس الوقت السوق.. مع التفكير في تسهيلات للشركات والمصانع الجديدة لكي تستوعب أكبر عدد من الخريجين.. ثم.. ثم هناك "ملحقين عمال" في معظم دول العالم.. ليس عملهم فقط الدفاع عن المصريين الموجودين في الخارج. بل أيضاً البحث عن أعمال يتقنها المصريون مثل الأثاث والزخارف وغيرها. لتشغيل العاطلين الذين يجب أن يكون لهم دفتر في الوزارة لقيد أسمائهم. وعملهم وعناوينهم.
ثم من أهم أعمال وزارة القوي العاملة مراقبة الإعلان عن وظائف خالية. التي تشغل عدة صفحات من الجرائد.. وكيفية اختيار المتقدمين للعمل.. يجب أن تكون تحت إشرافها.
نحن مستعدون أن تكون وزارة القوي العاملة أضخم وزارة لكي لا نجد شاباً بلا عمل. ولا نجد سفينة تحمل شهداء جدداً!!.. مش ناقصين شهداء!!