2 - تخطيء الأحزاب التى تعثرت أمام صناديق الانتخابات إذا واصلت البكاء والنحيب على شماعة عدم الاستجابة لمطالبها خاصة مطلب التوسع فى نظام الانتخابات البرلمانية عن طريق القوائم بدلا من إعطاء مساحة أوسع فى القانون الحالى للانتخابات الفردية لأن القانون لم يحرم الأحزاب من حق المشاركة فى كل الدوائر الفردية على طول البلاد وعرضها.
إن ربط قوة الأحزاب بالتوسع فى نظام الانتخاب بالقوائم يمثل حجة بليدة مثلما يمثل دليل عجز لمعظم الأحزاب عن وجود كوادر قادرة على خوض المنافسة تحت رايات الأحزاب.
والحقيقة أنه يغيب عن البعض أن الزمن قد تغير وتغيرت معه ظروف وحسابات كثيرة بسبب عمق التغيير الاجتماعى الذى حدث لمصر على مدار أكثر من 60 سنة وأدى إلى أن الرأى العام يريد أن يرى حياة حزبية تنعكس انعكاسا مباشرا على حياته اليومية وطموحاته المستقبلية بحيث تتسابق الأحزاب على عرض برامجها الواقعية القابلة للتنفيذ على أرض الواقع بدلا من استمرار إضاعة الوقت والجهد فى معارك جدلية لا طائل من ورائها.. وأيضا فإن الرأى العام يريد أحزابا لا تنتقد فقط لمجرد النقد بهدف إثبات الذات والإيحاء بأن لها وجودا على الساحة وإنما أحزاب تملك القدرة على طرح حلول قابلة للتطبيق بشأن القضايا الكبرى التى تشغله مثل قضية البطالة وكيفية إحداث التوازن بين الدخول والأسعار.
إن الرأى العام فى هذه المرحلة مازال يطمح فى أن يرى الحياة الحزبية فى صورة عمل وإنجاز وليس فى صورة غضب ومزايدات خصوصا فى ظل أوضاع صعبة تتطلب الاقتراب الصحيح من مشكلات الجماهير وإثبات الجدية على الإسهام فى حل هذه المشكلات بآراء ومقترحات سديدة.. وأيضا فإن الرأى العام يحلم باليوم الذى تصبح فيه ساحة التنافس الحزبى بمثابة نافذة تطل على المستقبل وتستشرف كيفية التعامل مع الغد بأكثر من كونها ساحة يجرى استثمارها للتقليب فى دفاتر الماضى وفتح المعارك لتصفية الحسابات.
ولست أضيف جديدا إذا قلت ــ لمجرد إنعاش الذاكرة ــ إن الديمقراطية هى الحرية وليست الفوضى وهى حق الاجتهاد وليس مفردات التشكيك !
وغدا نواصل الحديث
خير الكلام :
<< الدنيا مدرسة.. ناظرها الزمن.. وتلاميذها البشر !