علا السعدنى
لماذا عادت ريهام سعيد من جديد ؟
فجأة وبدون سابق إنذار أعلنت قناة النهار في ساعة مبكرة من ذات نهار عودة " صبايا الخير " مرة أخري لحضن القناة ,وهكذا نزل علينا الخبر كالصاعقة , حيث أنه من الأخبار الغير السارة التي هي أخر ما نريد أن نسمعها علي الإطلاق !
وفي الحقيقة فأن المفاجأة لم تكن في عودة ريهام لصباها فقط , بل للسرعة الغير متوقعة لهذه العودة , حيث لم يمضي أكثر من شهر تقريبا بعد واقعتها الشهيرة مع فتاة المول التي وبدون دخول في التفاصيل لأنها معلومة لدي الجميع , كان لها اثر كبير خصوصا بعد الضغط الشعبي المنقطع النظير وبعد انسحاب المعلنين , مما أجبر القناة علي إيقاف برنامجها إلي أجل غير مسمي علي حسب زعم المسئولين وقتها !
ولكن هاهو الآجل قد جاء ولم يدوم طويلا ولا قصيرا حتى , ولا أحد يعلم أسباب ذلك , اللهم إلا من خلال بعض التصريحات التي علقت علي قرار العودة بأنه من أجل الحالات الإنسانية التي كان يتبناها البرنامج , وكأن هذه الحالات الإنسانية يتعلق مصيرها في رقبة ريهام سعيد فقط !
ويبدو أن القناة نست أو لعلها تناست كل ما وقعت فيه الإعلامية من قبل من سقطات كثيرة غير إعلامية ولا مهنية, سواء من خلال برامج الدجل والشعوذة أو الفبركة أو الكذب وتضليل المشاهدين , وغيرها وغيرها من أخطاء تجاوزت كل الحدود فوصلت في بعض الأحيان إلي خطايا لا تغتفر !
فهل يمكن أن تتجاهل القناة كل ذلك وكأنه لم يكن ؟ أو تعتبر أنه كان مجرد زوبعة في فنجان ؟ أو فقاعات صابون وتبخرت تحت أقدام الصبايا التي تتولاهن ريهام بكل ما أوتيت من خير , أم أنها رأت أن مجرد حرمان ريهام من الظهور لمدة شهر واحد يتيم هو أقصي ما تستحقه من عقاب !
أم أن الحكاية أبسط مما تخيلنا وليس فيها " أن ولا حتى أخواتها " , وكل ماهنالك أن القناة عندما قررت وقف البرنامج كان ذلك علي سبيل امتصاص الغضب الجماهيري فقط , بينما هي في حقيقة الأمر لا يمكن أن تستغني عنها ولا عن برنامجها وما يجنيه من الأموال والتبرعات الوفيرة من أهل الخير !
هذا بجانب إذا أخذنا في الاعتبار أيضا موضوع الإعلانات التي أصبحت هي المتحكم الرئيسي والآمر الناهي في جميع قنواتنا !
وكلما كانت نسب المشاهدة كثيفة كلما كانت الإعلانات بدورها كثيفة أيضا وبناء عليه أصيبت فضائياتنا بحالة من الهوس والتصارع فيما بينها , ليس من أجل ما تقدمه , بقدر ما ستحققه من إعلانات !
وريهام سعيد وبرنامجها ماهما إلا نموذج صارخ لهذا العبث , وبالتالي وسواء وافقنا علي رجوعها , أو تصدر جموع الجماهير الغفيرة غير السعيدة بعودة ريهام غير حميدة , جميع شبكات التواصل الاجتماعي فلن يغير من الأمر شيء , فهي ستعود وستظل هكذا , طالما كانت هناك إعلانات ونسب مشاهدة , وأن كنت أظن وليس كل الظن أثم , أنها مثل أي ظاهرة غريبة تنتشر بيننا , ولكنها ومثلما بدأت سريعا فأنها تختفي نهائيا وسريعا أيضا !