الأهرام
محمد مصطفى حافظ
زراعة الأمل
الإعلام مرآة المجتمع.. إنعكاسا لأوضاعه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية السائدة بالدولة ، ودوره نقل الأحداث وسبل معالجتها ومناقشة السلبيات بشفافية وحيادية بين مختلف الآراء.
ولكن للأسف الشديد لدينا قصور عظيم في التوعية بما يحدث من إنجازات واقعية لمشروعات قومية عملاقة علي أرض المحروسة سواء من التليفزيون الرسمي الغير مشاهد أو الفضائيات الخاصة لتغير بوصلة المصلحة الوطنية ما بين قصور الإبداع والإمكانيات أو صراعات المصالح لملاكها والتمويل والإعلان وجذب المشاهد ، في إنعدام وجود خطة إعلامية مدروسة أو جهة حاكمة أو ميثاق شرف يلزم أطرافه في ظل عدم إستقرار الأوضاع واستهداف داخلي وخارجي أو قانون حبيس الإرادة قبل الأدراج.

الإعلام مهنة ذات رسالة.. أهمها توحيد الهمم والصفوف والإسهام في حل الأزمات للمجتمع خاصة في ظل محن الوطن وتهديد استقراره ووحدته بإعلاء مصلحته ويرسخ دعائم كل فئات الشعب ، ويقاوم كل ألوان الفساد والانحراف والانحلال لتاثيره عليهم عقلا وعاطفة وسلوكا ، لا أن يسخر لخدمة جهة أو فرد معين أو يقف حجر عثرة في سبيل طموحاته ومطالبه ، ولذلك جاءت دعوة الرئيس السيسي في خطابه أثناء إطلاق مشروع تنمية محور قناة السويس بزرع الأمل للمواطنين بإعلام المشاهد أول بأول بما يحدث علي أرض الوطن من تنمية ومشروعات قومية ، وبتنظيم البرامج الإعلامية رحلات لكل المشروعات القومية تتكلف مليارات الجنيهات بالتغطية المكثفة للتدشين فقط ، ودون التعرف والمتابعة لهذه المشروعات علي أرض الواقع بصورة كاملة للمواطن حتي يتم التعرف علي الجهود الجبارة التي تقوم بها الحكومة من أجل أن تكون دولة حقيقية قوية وأمل لنمو اقتصادي وتوفير ملايين فرص عمل للشباب المتعطل عن العمل من أجل حياة كريمة لجميع أفراد الشعب المصري العظيم.

لا نريد إعلام .. يلهث للفرقة والإثارة وطموحه إظهار السلبيات وشواذ الموضوعات تتسابق فيه برامج التوك شو بمساحات زمنية كبيرة ووصلات ردح كأنهم في حلبة مصارعة أو ملاهي ماجنة وحوارات مسفة ، والإعلاميين الجدد في ثوب ثوار أو منافقين أو حاقدين أو محترفي كل الموائد في إستديوهات مكيفة وميكروفون يتساقط منه سم قاتل يصيب العقول بالتشاؤم والإحباط والقلوب بالوجع والآذان بالنشاز يرون التهويل في أوجه الصورة الواحدة ميزانا للقرب والكروه والوطنية والخيانة ، لأنهم ببساطة فقدي الثقافة والمعرفة والحس السياسي والوطني هدفهم صالح المالك لا المواطن ونفاق المسئول لا صالح الوطن.

نحن نحتاح .. إعلام محايد الرؤية مدافعا عن المصالحة الوطنية والمواطنين البسطاء ، يتعرف علي الإنجازات والسلبيات دون تهويل أو تهوين ، نحتاج مراسل لكل فضائية في كل قرية ونجع ونزول الكاميرات الي ميادين العمل والإنتاج وإبراز العامل البسيط والمزارع المكافح والتاجر الأمين والطالب المتميز والمرأة العظيمة والنماذج المشرفة والقدوة في كل مجال ، نعم هناك سلبيات كثيرة نبحث كيفية الخلاص منها مع التركيز علي صورها ، نحسن إختيار المتحدثين والمحاورين والمحللين فمشاكل وهموم الوطن لا تملك رفاهية الاجتهاد والمزايدة وخطأ الرأي وإنتهازية التحليل وخطيئة الحلول.

نعم لزراعة الأمل.. ولكن ليس بوجود بذرة صالحة للإعلام فقط نعم يحتاج روشته للتداوي بتشريعات ومواثيق شرف ليكون إعلام دولة وليس إعلام نظام مدافعاً عن الدولة والشعب والهوية المصرية، ولكن الأهم نحتاج لبذور أمل العيش والحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية ، وقانون بلا أستثناء ومسكن لائق وعلاج للجميع وعمل بلا وساطة والرجل المناسب في المكان المناسب .. عندها فقط يتكاتف الشعب وراء القيادة ونري حصاد إنجازات الوطن.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف