الأهرام
مرسى عطا الله
يا كتاب السعودية.. راجعوا أنفسكم!
أغلب الشعب المصرى يحب المملكة العربية السعودية ويحترم قيادتها ويتفهم خصوصيتها الدينية والثقافية والاجتماعية، ولكن ذلك لا ينسحب على سياسة
السعودية فى بعض الأحيان من نوع عدم تجاوب الشعب المصرى مع الإصرار السعودى على تنحية بشار الأسد حتى لو أدى ذلك إلى تدمير ما تبقى من الدولة السورية، وتمكين جماعة الإخوان من ركوب سدة الحكم فى دمشق.

وأقول بكل صراحة ووضوح إن المزاج العام فى مصر كان - ولايزال - رافضا لمجمل توجهات نظام بشار الأسد فى السنوات العشر الأخيرة ولكن هذا المزاج المصرى العام لا يستسيغ فكرة أن الحل الوحيد للأزمة السورية يتمثل فى إسقاط نظام الأسد حتى لا تتكرر ذات المأساة التى يعانيها شعب العراق نتيجة سياسة اجتثاث البعث وإعدام صدام حسين فكلا النظامين - رغم كل الأخطاء والخطايا - لهما قواعد وامتدادات يصعب اقتلاعها ويمكن أن تكون شوكة حادة فى ظهر أى نظام يحل محلهما... والواقع العراقى لأكثر من 12 عاما متواصلة خير شاهد!

المسألة إذن ليست فى غموض وزئبقية الموقف الرسمى المصرى كما كتب أحد الكتاب المحسوبين على النظام السعودى الشقيق والذى يعتب على مصر موقفها غير المتطابق مع الموقف السعودى من الأزمة السورية، وإنما المسألة ترتبط بحرص النظام المصرى على التناغم مع المزاج الشعبى العام باعتباره الركيزة الأساسية لديمومة النظام واستقراره.

أظن أنه من غير اللائق وغير المقبول أن يقول كاتب كبير مثل خالد الدخيل فى صحيفة الحياة اللندنية السعودية يوم الأحد الماضى أن مصر تحاول استعادة دورها القيادى فى المنطقة وتخشى من منازعة السعودية لها لأن الأمر لا يتعلق بالأمانى والأحلام ومصر لم تعد فى مقدمة المنطقة لا فى الاقتصاد ولا فى السياسة ولا حتى فى التنمية والعلم.. بل إن الأخ الدخيل ينزلق إلى مستنقع الْمَنُّ عندما يقول إن مصر تنتهج سياسات لا تصب فى صالح اعتراف إقليمى بتبلور قيادة سعودية للمنطقة على حسابها.. مصر تريد المساعدات المالية السعودية والخليجية، لكنها لا تريد أن يكون لهذا ثمن عليها أن تدفعه ضمن معادلة المصالح العربية المتبادلة التى لا يمكن أن تتحقق مع بقاء نظام الأسد. وبكل حب للسعودية وشعبها أقول وبكل الصدق - ولست وحدى - يا كتاب السعودية ومثقفيها راجعوا أنفسكم حتى يستمر الود قائما بيننا!

خير الكلام :

<< إذا ضحك لك الزمان فكن على حذر لأن الزمان لا يضحك طويلا!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف