سؤال أردده كثيرا ولا شك ان غيري كثيرين يفعلون نفس الشيء عندما يعوزنا ادراك حكمة الصمت علي بعض ما نواجهه أو بعض ما يحاك لنا.. ونحن نقف ازاءه بلا رد.. وبلا موقف.. غير الشجب والادانة أحيانا وكلاهما لا يودي ولا يجيب أو يستمر الحال علي ما هو عليه.
اقول هذا كلما تفاقمت نداءات وسفاحات وسفالات قطر وقناتها الخنزيرة.. أقول هذا كلما تمادت في تزويد داعش ليبيا واخوانها بالمال والسلاح والتدريب ليضربوا مصر ويحاولوا التسلل إليها كلما امكنهم ليهزوا استقرارها ويهددوا أمنها وكلما تمادت في تزويد داعش في الشرق وفي الشمال الشرقي بالمال والسلاح ليتاجروا علينا وعلي كل الوطن العربي ويسهموا في تنفيذ مخططات أمريكا واتساءل: لماذا نصمت علي كل هذا ونترك قطر تعربد ولا تجد من يسقيها من نفس الكأس؟
ولكني أعزي نفسي وأنا اتجرع مرارة هذا الصمت.. وأقول لقد صمتنا علي حماس وقد فعلت فينا ما فعلت ولم تنل أي عقاب يردعها.. اقتحمت سجوننا وقتلت شبابنا بقناصتها وانتهكت سيادتنا بأنفاقها وكلما هدمنا نفقا فتحوا اضعافه وأخيرا تفتق اذهانهم عن الانفاق الحديدية وعلي عمق عشرة أمتار تحت رفح ومع ذلك لم نسمع غير صوت الصمت.. ان كان السمت يسمع صمتنا.. فتجرأوا وصمتنا فاستمرأوا الخيانة والتآمر.
وقل مثل هذا عن تركيا واسأل إلي متي.. ونحن نري ما تفعله تركيا معنا.. يتبجح أرودغان ويوجه إلينا السباب تلو السباب ويرعي عصابة الكلاب وسليلي الخيانة والغدر ويفتح لهم بلاده ليتآمروا علينا.. يستضيفهم وينفق عليهم من الألف إلي الياء ويفتح لهم قنوات التليفزيون تنعق نعيق البوم علي امتداد ساعات النهار والليل.. تهدد وتحرض وتتآمر وتبث بذاءاتها وسخاماتها وشائعاتها علي أرض تركيا ومع ذلك لا أحد يفعل لها شيئا.
وبين مواطنينا ننشر السلع التركية التي نسمح باستيرادها ويسافر مواطنونا ليقضوا الاجازات في تركيا وتبضعوا من أسواقها.. كل هذا وتركيا تهددنا وتتآمر علينا وتطلق علينا الكلاب المسعورة من عصابة الاخوان الإرهابية فإلي متي يبقي هذا واتطلع إلي حركة الطيران الخارجة من مصر لأجد ان الخطوط التركية تسير من مصر وحدها 52 رحلة اسبوعيا بينما مصر للطيران تكتفي فقط ب 14 رحلة واسأل عما هي نوعية الركاب الذين تنقلهم الخطوط التركية في غالبية هذه الرحلات ويكون الجواب مصريون يسافرون إلي مختلف انحاء أوروبا وأمريكا عبر اسطنبول.. أي انهم بدلا من ان يسافروا علي شركتنا مصر للطيران مباشرة إلي المقاصد التي يريدونها في أوروبا وأمريكا استجابوا إلي اغراء السفر عبر اسطنبول ليضخوا أموالهم في الشركة التركية.. بدلا من ان يضخوها في شركتهم الوطنية لتبقي أموالنا في مصر بدلا من ان تضخ إلي خارجها.
هكذا فعلت تركيا بنا ما فعلت وتواصل الاضرار بنا يوميا ويواصل أذنابها من جماعة الاخوان الارهابية التتتآمر علينا من فوق أراضيها ونحن نصمت فإلي متي؟
انظر إلي ما فعله بوتين.. بعد اسقاط الاتراك للطائرة الحربية الروسية هل فكرنا فقط أن نوقف السياحة إلي تركيا لا.. يقولون ان السياحة الروسية إلينا يمسك بها الاتراك وشركاتهم واقول: وهل هذا وضع قابل للاستمرار؟ بل كيف نقبل أن يستمر وإلي متي يستمر؟
انظر إلي إجراءات بوتين ضد تركيا وتساءل معي ألا يمكن أن نأخذ منها إجراءا واحدا أو أكثر إذا لم تتوقف بذاءات تركيا وأفراد العصابات الاخوانية الذين تأويهم علي أرضها وتفسخ لهم المجال ليتآمروا علينا.. من هذه الإجراءات التي اتخذها بوتين تكليف الحكومة بمنع أو تقليص استيراد عدد من البضائع التركية حظر مؤقت وتقييد العمليات الاقتصادية الخارحية التي تشمل استيراد بعض السلع ذات المنشأ التركي ووقف رحلات الطيران التجارية مع تركيا ووقف رحلات الطيران الخاصة ووقف اعفاء الاشتراك من تأشيرات دخول روسيا وتشديد الرقابة علي شركات الطيران التركية فوق الأراضي الروسية ومنع الايدي العاملة التركية اعتبارا من مطلع عام 2016 وكل هذا ولا يعرف أحد بعد باقي التداعيات التي سوف تواجهها تركيا واقول الا يمكن ان نأخذ نحن إجراء واحدا موجعا يجعل تركيا تفكر قبل أن يتبجح رئيسها ويستمر في اطلاق كلابه ضد مصر؟ إلي متي ننتظر؟!