الجمهورية
محمد نور الدين
"إنسانية".. الانضباط والصرامة..!!
بعيداً عن أصحاب الأجندات الخاصة.. وباستبعاد المغرضين والمشككين.. يوقن المواطنون بأن جهاز الشرطة إحدي الدعائم الأساسية التي ترتكز عليها الدولة المصرية.. بل يسلم الجميع بأنه جهاز مخلص.. يقف في خندق واحد مع خير أجناد الأرض.. للذود عن استقرار الوطن وحماية ترابه الغالي.. وكم من أبنائه روت دماؤهم الزكية الرمال الطاهرة.. لكي تبقي رايات الكرامة.. ومظلات الزمان تظلل كافة الربوع والأرجاء.
لكن.. ومثل أي قطاع.. مازال يضم بين جنباته القليل.. ممن لا يتعلم ولا يتعظ.. ويتجاهل عمداً الدروس المستفادة من التجارب المريرة.. ويصر علي ممارسة كافة ألوان الاساءة والتجاوز.. لنيل من مكانة الجهاز الوطني.. ومعها بالطبع القاعدة العريضة من أبنائه المخلصين..!!
في الآونة الأخيرة.. ازدادت حالات التعذيب داخل الأقسام وأماكن الاحتجاز الشرطية.. ويكفي أنه في شهر واحد وصل عددها إلي سبعة منها أربعة في اسبوع.. أسفرت عن خروج ثلاثة محتجزين جثثاً هامدة.. نتيجة لسوء المعاملة.. وتطبيق أقسي أنواع البطش والتنكيل..!!
بلغ الغبن مداه.. عندما حاول أحد الضباط تدمير مستقبل سائق غلبان.. كل تهمته أنه لم يمنح أولوية المرور لصاحب العزة والفخامة والعنجهية "الكدابة".. فاندفع يكيل اليه الضربات ومعها الاتهامات الباطلة.. مردداً العبارة المأثورة "أنت ما تعرفش أنا مين".. وكاد يضيع السائق.. لولا عدالة ونزاهة وكيل نيابة يعرف ربنا حق المعرفة.. الذي كشف الزيف والضلال.. وقرر حبس الضابط المغرور بتهم استغلال النفوذ. وحيازة مواد مخدرة. وتزوير في محرر رسمي..!!.. ولم تقف التجاوزات عند هذا الحد.. وانما توالت الوقائع التي تمثل بقعة سوداء في الثوب الأبيض..!!
بديهي.. أن تستغل قوي الشر والمتاجرون بحقوق الانسان.. تلك الوقائع المشينة.. أسوأ استغلال.. ويضيفون اليها من المبالغة والتهويل ما يساعدهم علي إثارة القلاقل. وإشاعة غضب العامة ضد الجهاز الوطني.
من أجل وأد الفتنة. وتفويت الفرصة علي المغرضين.. لم يعد هناك مفر من المصارحة والمكاشفة.. وبات ضروريا.. التصدي لتلك "الفئة" المنحرفة بالقرارات الحاسمة. والاجراءات الصارمة.. ومنعها من التمادي في الانفلات.. حماية لجهد وعطاء الغالبية العظمي التي تقدر معني الانسانية.. وتحترم آدمية المواطن.
ليس من المعالجة الصحيحة.. التسليم بأنها حالات فردية.. خاصة وأنه كلما ازداد الرقم.. تحول إلي ظاهرة.. وفي المقابل لا يمكن اختزال جهود الجهاز الوطني في تجاوزات "قلة" لا تقدر قيمة وقدسية مهمة رجل الأمن..!!
إن من ثوابت وزارة الداخلية.. ألا تحمي أي متجاوز أو مخطيء.. وترفض أي انتهاك للحقوق.. وتراعي التوازن بين إرساء القانون وحماية حقوق الانسان.. إذن لابد من الوقفة الحاسمة.. والمواجهة الصارمة.. ومراجعة الحسابات.. وإعلاء كلمة القانون.. وينبغي الاسراع باتخاذ خطوات رادعة.. ضد كل المتجاوزين بلا استثناء.. ولتبادر الوزارة باستئصال وعزل أي "رتبة" صغرت أو كبرت.. أقدمت علي المحظور والممنوع.. وضربت بآدمية المواطن عرض الحائط.. حتي تبقي الشرطة دائما في عيون الناس.. جهازا وطنيا.. يصون الأمن.. ويفرض الانضباط.. بمنتهي العدالة.. وشدة الصرامة.. وكل الانسانية..!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف