علاقتنا بدولة الإمارات هى خير مثال للتوأمة بين شعبين , وأعلى مقام للمحبة بين قيادتين ..
إذ لم تكن مفاجأة لى ما سمعته من الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب الإماراتى لدى استقباله فى قصره المنيف يوم إجازته (الجمعة الماضي) وهو يتكلم عن مصر أم الدنيا وعميدتها وعمادها , ولحجم التقدير الذى يوليه لقيادتها , ولا الثناء الخاص الذى خصه للمهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة المصرى .. ولابد كلما ازددت فى دروب الأمارات سياحة وفى بحارها سباحة أن تعود وقد امتلأت شعورا بقيمة وعظمة هذا الشعب الاماراتى الذى يتجاوز بكثير فى قاموس اللغة العربية كلمة « صديق».
وأرى ــ من واقع التجربة ــ أن علاقة مصر بالإمارات تمثل ظاهرة فى تاريخ الأوطان , وخير شاهد عليها ماراثون زايد الخير الذى سوف ينطلق فى نسخته الثانية يوم 18 ديسمبر بمنطقة الدفاع الجوى والتجمع الخامس , بعد أن كانت النسخة الأولى قد حققت عائدا ماليا يتجاوز الـ 125 مليون جنيه من حصيلة التبرعات « الشعبية « الاماراتية تم توجيهها لمستشفى علاج أورام الاطفال , يعود هذا العام لتعلن النسخة الثانية عن تخصيص الدخل المادى المنتظر ألا يقل عن سابقه لمصلحة علاج مرضى الفيروس الكبدى الوبائى «سي» . ولدى فكرة متواضعة تميز أهلنا فى الإمارات عن أى أهل لنا «رياضيا» فى أى وطن آخر , وأعتقد أنها تأخذ الشكل الرمزى أكثر من أى شئ آخر , وهى رفض اعتبار اللاعب الإماراتى أجنبيا فى أى لعبة من اللعبات بحيث يعامل اللاعب الإماراتى معاملة اللاعب المصرى فى الحقوق والواجبات .وبالمناسبة فقد تحمس المهندس خالد عبد العزيز كثيرا للفكرة حين عرضتها عليه عبر الهاتف بعد عودتى للقاهرة ولكن تبقى الكرة دائما فى ملعب الاتحادات الوطنية حتى لايقال عن وجود تدخل حكومى .ويقينى أن علاقة مصر بالإمارات ستظل دائما لغزا لا يقدر على حله أحد بما فيه علم الاجتماع وعلماء النفس.