الجمهورية
جلاء جاب اللة
الشرطة.. والتعذيب.. والاختفاء القسري !
** هل أخطأ وزير الداخلية عندما اعترف ببعض تجاوزات رجال الشرطة؟ هل تأخر في إعلان هذا الخلل الذي أكد أنه سيحيله للقضاء إذا ثبت من تحقيقات النيابة وجود تجاوزات؟
** ماذا لو تأخر الوزير أكثر من ذلك أو لم يعترف أصلاً بهذه التجاوزات؟
نعود إلي أصل القضية بتساؤلات أخري:
** هل هناك حالات تعذيب في أقسام الشرطة؟
** هل هي حالات فردية بلا منهج أم أنها حالات تعذيب ممنهج؟
** أين الخلل في أجهزة الأمن تحديداً.. ولماذا نحاسب الجهاز كله بخطأ شخص أو عدة أشخاص؟
** وأخيراً.. لماذا في هذا التوقيت بالذات زادت تجاوزات رجال الشرطة؟ ولماذا كان إلقاء الضوء عليها بهذا الشكل وهذا الحجم الآن؟
تساؤلات أخري لها صلة بالموضوع:
** هل تابعنا مظاهرات باريس الأخيرة وكيف كان تعامل الأمن الفرنسي معها؟
هل تابعنا الإجراءات الأمنية في فرنسا بعد حادث 13 نوفمبر الإرهابي وهو حادث واحد أمام عشرات الأحداث الإرهابية في مصر؟
** هذه التساؤلات المشروعة تقودنا إلي قضية غير مشروعة وهي التعذيب والغياب القسري أو الاختفاء القسري للبعض.. في ظل غياب حقيقي لفريضة إنسانية شرعية وهي فريضة الأخلاق أو القيم الإنسانية في مجتمع المفروض أنه مجتمع أسس لحضارة البشر والإنسانية عبر آلاف السنين.
التساؤلات المشروعة هي:
** هل نحن مع أو ضد تعذيب أي مواطن في قسم الشرطة؟
** هل نحن مع أو ضد قتل رجل أمن لأنه يؤدي واجبه نحو أمن الوطن؟
** هل نحن في حالة حرب حقيقية ضد الإرهاب أم لا؟
هذه التساؤلات تحتاج إجابة محددة: نعم أو لا والإجابة هي:
نعم نحن ضد تعذيب أي مواطن في قسم الشرطة فما بالك لو أن التعذيب أدي إلي موت!!
نعم نحن ضد أي إيذاء نفسي أو معنوي أو بدني لرجل الأمن وهو يؤدي واجبه الشرعي والوطني في حفظ أمن الوطن.
نعم نحن في حالة حرب حقيقية ضد الإرهاب.
** لماذا كل هذه التساؤلات قبل أن أدخل إلي الموضوع مباشرة؟
ببساطة شديدة لأن البعض يجتزئ الصورة ويحاول أن يبرز جانباً ويخفي جوانب أخري فإذا أردنا أن نعالج قضية حقيقية فلابد أن نشاهد كل الصورة.. بكل أجزائها.
كل حوادث التعذيب أو الإيذاء البدني والنفسي والاحتجاز بدون مبرر.. مرفوضة.. مرفوضة مرفوضة.
وكل فرد أمن يمارس هذا السلوك لا يؤذي إنسانا بريئاً فقط.. بل يؤذي كل زملائه أيضا بل ويسئ إلي دم الشهداء.. شهداء الشرطة والجيش التي سالت طاهرة بفعل الدنس الإرهابي.
كل من يمارس سلوكاً خاطئاً ضد إنسان برئ في قسم شرطة لابد أن يحاكم بثلاثة اتهامات الأولي وهي أبسطها عن هذا السلوك الثانية هي الإساءة لرجال الأمن المخلصين ولدم الشهداء.
الثالثة التعاون مع الإرهاب بتقديم ورقة توت تخفي عوراتهم ولو مؤقتاً.
وأعود للسؤال الأول.. الوزير لم يتأخر ولم يخطئ عندما اعترف وصرح بمعاقبة رجل الأمن الذي يسيء في سلوكه لمواطن شريف.. والوزير علم بما يدبر ويخطط له الإرهاب.. ومن يقفون معه بقصد أو بدون قصد في الشهر المقبل.
الوزير بمصارحته للمجتمع حاول أن يواجه المخطط بالصراحة والوضوح والمواجهة الإعلامية.. لأننا للأسف فشلنا في المواجهة الإعلامية للإرهاب بأيدينا وبدون قصد..!!
الرئيس عبدالفتاح السيسي يبدو وكأنه يحارب وحده في الميدان.. لأن هناك تناغماً ضائعاً بين الإعلام وأجهزة الدولة والإعلام ليس وحده هو المسئول عن ذلك بل أزعم أنه ليس المسئول الأول.. بل الجهات المسئولة وأجهزة الدولة ككل هي المسئول الأول.
لذلك كان ضرورياً أن يفعل وزير الداخلية ذلك وأن يعلن تلك التصريحات المهمة الحاسمة للجدل..!!
هذا عما يحدث في أقسام الشرطة.. أما ما يحدث في مواجهة الإرهاب والإرهابيين فله حديث آخر.. لأننا مع الإرهاب في حالة حرب وفي الحرب أنت تدافع عن نفسك أولاً لأن الإرهابي يريد قتلك.. فاقتله قبل ما يقتلك.. الإرهابي لا دين له ولا قيم إنسانية.. ولا شرف.. والحرب معه حرب حياة وبقاء.. ناهيك عن أنها حرب لصالح الإسلام الصحيح.. وكفي ما كان من إساءة للدين في كل مكان!!
عندما ينشر إنساناً أخباراً كاذبة تسيء للقوات المسلحة في حربها الآن ضد الإرهاب هل لا يستحق العقوبة؟
عندما ينشر شخص ما أخباراً كاذبة أكثر من مرة للتأثير علي الرأي العام ضد مصلحة الوطن وعندما أقول مصلحة الوطن فهي ليست عبارة مطاطة لأننا جميعاً نعرف الآن المصلحة الوطنية خاصة ونحن في حرب مع الإرهاب..!!
هل نشر هذه الأخبار الكاذبة بدون دليل وفي هذا التوقيت من حرية الرأي والنشر؟
هل الإساءة للجيش أو للوطن نعتبرها حرية رأي؟
هذا لا ينفي حق المتهم في الدفاع عن نفسه وعدم الإساءة إليه طوال فترة اتهامه لأنه بريء حتي تثبت إدانته.. ولكن اتخاذ قضية القبض عليه والتحقيق معه وكأنها إشارة لعدم وجود حرية في التعبير فهو أمر مرفوض!!
لدينا مثال أخير علي ذلك وأنا هنا لا أتدخل في أمر معروض علي القضاء ولا أعرف المتهم ولا أعرف مدي إدانته.. ولكن أتعرض للقضية من حيث الشكل العام.
هو باحث مصري يبلغ من العمر 32 عاماً إذن هو شاب مجتهد.. دعته جامعات أوروبية وأمريكية لإلقاء محاضرات عن مصر والعلاقة بين التيار الإسلامي والعلماني واليساري في مصر.. والباحث الشاب كان.. طبقا للخبر المنشور علي لسان محاميه ــ في استضافة جامعية بأوروبا وأمريكا للحديث عن سيناء والعريش والأحداث فيها والباحث ببساطة شديدة هو باحث "متطوع" في المركز المصري للحقوق الاجتماعية والاقتصادية وهو أيضا صحفي "حر" بجريدة غير مشهورة وهو باحث "زميل" لمبادرة الإصلاح العربي في باريس.. وهو "متخصص" في شئون سيناء وهو الصحفي "العربي الزائر" في زمالة برنامج الشرق الأوسط بمركز وودورديلسون في واشنطن بأمريكا..!!
أقول ذلك بلا تعليق..!!!!
قس علي ذلك أسماء أخري وأشخاص آخرين معظمهم من الشباب عادوا لمصر مؤخراً استعداداً ليوم 25 يناير.
أربط ذلك مع الحديث الغريب عن الاختفاء القسري الذي يروج له محمد البرادعي وعبدالمنعم أبوالفتوح وغيرهم مثل وائل غنيم لنعرف ما هو المخطط الذي يتم له الإعداد الآن..!!
علي رجال الشرطة الحذر فهم الهدف ولكن باستغلال أخطائهم في التعامل وإبرازها وإعطائها حجماً أكبر بكثير.
للأسف هم يكررون أنفسهم.. ولا يبدعون ونحن ــ للأسف ــ بحسن نية نشرب نفس الكأس ونلتهم نفس الطعم ولا نريد أن نتعلم.
من يحب مصر حقاً.. يدرس ما حوله بهدوء!!
همــس الــروح
لا شيء يستحق
خلقنا الله من تراب
ونعيش علي التراب
ومآلنا في النهاية
إلي التراب
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف