الجمهورية
يسرى السيد
يا بابا تواضروس : التطبيع ممنوع والزعل مرفوع !!
فوجئت بزيارة البابا تواضروس بابا الكنيسة الارثوزكسية الي القدس بهدف الصلاة علي الانبا ابراهام بطريرك القدس كما اعلنت الكنيسة... واضافت الاخبار ان هناك علاقة انسانية كانت تربط بين تواضروس وابراهام منذ ايام الرهبنة واستقبال الاخير للبابا عند دخوله الدير لاول مرة... المفاجأة كانت لها عدة اوجه بعيدا عن الجوانب الانسانية والحل له عده اوجه ايضا!!
البداية الصادمة ان مافعله البابا تواضروس ضد ماأعلنه البابا شنودة بشكل واضح وقاطع لا لبس فيه وعاش مدافعا عنه.ومنه كنا نستمد بعض القوة الروحية وهو:
¢ان المسيحيين المصريون لن يدخلوا القدس الا في ايد اخوانهم المسلمين المصريين وان المسيحيين المصريون لن يكونوا شوكة خيانة في ظهر العرب¢.
قالها البابا شنوده منذ سنوات وبسببها وبسبب مواقف وطنية اخري استحق عنها لقب بابا العرب يمسيحيه ومسلميه... وكان موقف البابا السياسي متضامنا مع موقف جموع الشعب المصري الرافضة لكافة اشكال التطبيع مع العدو الصهيوني ولم تنجح محاولات الاسرائيليين المستمرة في كسر هذا الموقف وانطلق الموقف القبطي متشابها و مساندا لموقف نقابة الصحفيين "بالمناسة كان البابا شنودة عضوا فيها" وموقف اتحاد الكتاب ومواقف المثقفين التي تتصدر كافة مؤتمراتهم وتجمعاتهم الادبية والثقافية.
لذلك كانت زيارة تواضروس للقدس دون ان يدري البابا زيارة كارثية وضربة في عمق مشاعرنا الوطنية واعتقد لو كان هناك مستشار سياسي لقدم له مشورة مختلفة حتي لايجد البابا نفسه في هذا المأزق!!
وانا بصراحة لم اتفهم سبب هذه الزيارة التي قد تتعارض نتائجها مع مشاعرالبابا الانسانية والسبب المشاعر الوطنية والكنسية في آن واحد يا سيادة البابا... .لان المشاعر الوطنية التي نعرفها جميعا لم تفلح كل المحاولات في اختراقها..اما الموقف الكنسي فقد خالفه البابا من عدة اوجه وليسمح لي البابا بمكانته الاثيرة في نفسي بذكرها غضبا وانفعالا واختلافا... مثلا:
اولا: خالفت يا سياده البابا موقف المجمع البابوي في الكنيسة الارثوذكسية الذي كان وراءه موقف البابا شنودة برفض زيارة القدس الا مع المسلمين المصريين واعتبار زيارة المسيحيين للقدس بمفردهم خيانة في ظهر المسلمين العرب.
ثانياً: اذا كان ترسيم البطريرك بالنسبة للكنيسة المصرية اكثر اهمية من الناحية الدينية والبروتوكولية فقد تغلبت الكنيسة قبلك علي هذه الاشكالية وهي غاية في التعقيد اقصد طبعا ان البطريرك لا يرسمه الا البابا باعتبار منصبه هو الوحيد الأعلي عنه لذلك قامت الكنيسة بارسال وفد كبير من قادة الكنيسة المصرية الي القدس لترسيم البطريك ابراهام منذ سنوات كبطريق للقدس والشرق حتي لا يسافر البابا شنودة الي القدس ويكسر حصار عدم التطبيع مع اسرائيل.
ثالثاً: ماذا سيفعل البابا تواضروس عند ترسيم بطريرك جديد بعد ايام او اسابيع... هل سيسافر بنفسه طبقا للتقاليد الكنسية للقدس مرة ثانية ام سيرسل وفداً كنسياً رفيع المستوي ويسير بذلك علي درب البابا شنودة الذي خالفه منذ ايام بزيارة القدس؟!
رابعاً: البابا تواضروس قال بالحرف الواحد انه سيسير علي خطي البابا شنودة وتعاليمه ولكنه في اول اختبار له سار لكن بالاستيكة علي اول خطوة منه!!
خامساً: وهذا شأن داخلي للاخوة الاقباط لايحق لنا ان نتدخل فيه لكن السؤال مطروح... هل سيكون هناك شأن جديد في كافة الامور القبطية التي كان للبابا شنوده موقف محدد منها علي غرار زيارة القدس.
سادساً: ماذا سيفعل البابا مع المسيحيين الذين كسروا ويكسرون وسيكسرون تعاليم البابا شنودة ويزورون القدس؟.. وهل تستطيع الكنيسة ان تمارس ضدهم ايه عقوبات كنسيه بعد مخالفة البابا تواضروس للبابا شنودة الآن؟!
سابعاً: الم تسأل ياسيادة البابا نفسك عن معني ومغزي زيارتك في هذا التوقيت لاراض يحتلها كيان غاصب وتزداد ضراوته وشراسته هذه واستشهد بسببها المئات واعتقل الآلاف ومازال الدم يجري ساخنا في القدس التي زرتها والمدن المحيظة بها... وبالتالي تكون زيارتك طعنة اشد ايلاما من طعنات العدو في ظهورنا ودعما معنويا لا محدود لعدو يأخذ هذه الزيارة في سجلات استشراف الانتصارالمستقبلي!!
ثامناً: رفض قبولك دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لزيارة رام الله لم تخفف من الامر شيئا وكلامه وكلام بعض وزرائه بان زيارة القدس والاراضي المحتلة زيارة للسجين وليست للسجان كلام فارغ. لاننا كشعوب نرفض التطبيع مع عدو يؤكد كل يوم قباحة وجهه وفي نفس الوقت اذا كانت حكوماتنا تري مبررا سياسيا لعقد اتفاقات مع العدو فالامر ليس ملزما لنا لان معركتنا معه معركة وجود لا حدود - ونؤمن بغد النصر فيه آت آت حتي لو كان اليوم مشحونا بالتمزق والتشظي والضعف من كل لون ولون!!
المهم اعتراضي علي زيارة البابا تواضروس لا يعني انتقاصاً من اعجابي بشخصه وثقافته لكن الاعجاب بالشخص شيء وبالمواقف السياسية والوطنية شيء آخر.. وعلي فكرة اعترضت في هذا المكان وبشدة منذ فترة علي زيارة د. علي جمعة مفتي الجمهورية السابق للمسجد الاقصي حين فوجئنا بزيارته للقدس... وقال ايه للصلاة في المسجد الاقصي... وكان هجومي اشد واعنف علي د. جمعة... وله وللبابا تواضروس اقول: لم نكن نتوقع ان يأتي السهم منكم ومع ذلك اطمئنكم ان جسد المقاومة اشد ويحتمل مثل سهمكما الملايين ومرفوض اي اسباب وهمية لاختراق جدار عدم التطبيع.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف