أثارت الضربة الجوية المصرية علي معاقل التنظيم الارهابي »داعش» في ليبيا، غضب الرئيس الأمريكي باراك أوباما وإدارته، ولكنه لم يكشف عن اسباب الغضب، فهل كان مصدره أن الضربة الجوية فضحته، فلم يعد كما يعيش في وهمه كبير العالم الذي يعرف أدق الأسرار والخبايا، أم لأن مصر أضاعت عليه الفرصة لحماية حلفائه من الارهابيين؟
اعتادت أمريكا أن تروج للعالم كله أنها دائما تكون أول من يعلم بأي حدث قبل وقوعه في مكانه، من خلال أجهزتها الاستخباراتية وأقمارها التجسسية، وأنها تري وتسمع ما لا يمكن لأي دولة غيرها أن تراه أو تسمعه، حتي لو كان الحدث في غرف النوم!
ربما يكون ذلك هو السبب، وربما كانت نتائج الضربة الجوية بإلحاق خسائر فادحة للتنظيم الارهابي هي السبب، ولهذا الافتراض مبرراته، فأمريكا التي بادرت بالعدوان علي دولة العراق وكانت السبب الرئيسي لانهيارها وسقوطها في يد الارهاب، والتي ترتكب نفس الجريمة مع سوريا وتواصل ضرباتها الجوية إليها تحت ستار وهمي يسمي التحالف، هي نفسها من تعارض الخيار العسكري في ليبيا وتصر علي التمسك بالخيار السياسي، رغم كل ما تتعرض له ليبيا من جرائم إرهابية علي مرأي ومسمع من العالم كله ولاتهدد تداعيات هذه الجرائم الدول المجاورة فقط، ولا المنطقة، ولكن تتجاوز ذلك بكثير إلي تهديد الدول الاوروبية!
رفض امريكا تسليح الجيش الوطني الليبي، واصرارها علي الحل السياسي، يؤكد وقوفها مع تنظيم داعش الإرهابي، الذي تحاربه في سوريا والعراق!
وعلي العالم أن يرضخ للكبير، انطلاقا من أنه هو الصح حتي لو أخطأ والعالم كله غلط ولو كان العكس صحيحا!
الحقيقة الوحيدة التي سيكتشفها الامريكان عقب مغادرة أوباما للبيت الابيض، هي حجم الخسارة الفادحة التي ألحقها بهم أوباما نتيجة سياساته الفاشلة وتحالفه مع مجموعات من الارهابيين والمرتزقة وقطاع الطرق ضد إرادة شعوب تتطلع إلي الحرية.
الشعب الأمريكي سوف يكون أول من يحاكم أوباما علي جرائمه.. ولن يطول الوقت.
>>>
أليس غريبا اننا لم نشاهد»الحقيرة» تأتي بمقاطع فيديو لضحايا هجمات قوات التحالف علي سوريا، الذين يسقطون علي مدار ساعات اليوم نتيجة الهجمات الجوية التي تستهدف المدنيين، فلا تصيب قوات داعش الارهابية، لم تفعل »الحقيرة الجطرية» ولن تفعل، رغم انها لوفعلت فلن تحتاج إلي تلفيق بعض المشاهد الفيديوية، وعلي العكس سيكون لديها الملايين من مقاطع الفيديو الحقيقية التي تكشف حقيقة الدور الامريكي في سوريا!