الأهرام
عبد المجيد الشوادفى
الكنيسة القبطية ..نموذج يحْتذى
الفكر الذى يستهدف تحقيق غاية عملية يسمى (النموذج) لأنه يمثل نظرية تستخدم لتنفيذ ما يريده الانسان فى جميع لحظات حياته وتجمع فى ذهنه مايحيط به
من أشياء مادية أو شخصيات أو مؤسسات وهذا ماتسير على نهجه وتمارس تطبيقه الكنيسة القبطية المصرية فى الوقت الحاضر ..وتمثل ذلك فى عدة نماذج.

أولا ـ المبادرة التى أطلقت يوم 9 نوفمبر الماضى تحت عنوان (عظيمة يا بلدى) لتنشيط السياحة بعد حادث سقوط الطائرة الروسية فى سيناء ..وفى بيان ترجمته لمختلف لغات العالم (قالت الكنيسة) إنها تدعو إنطلاقا من مسئوليتها الوطنية والتاريخية المصريين فى الخارج لتنظيم رحلات سياحية لمصر للاستمتاع بعظمة تاريخها وسحر طبيعتها التى تلاقت وتواصلت على أرضها الحضارات الفرعونية والاغريقية والرومانية والقبطية والاسلامية وصولا الى العصر الحديث، كما تدعو المقيمين فى الداخل الذين لديهم خطط وبرامج لرحلات للخارج الى الاتجاه للسياحة الداخلية.

ثانيا ـ وفى ذات الوقت إستضافت مطرانية الأقباط الكاثوليك فى سوهاج وفد فرنسيا يضم ثلاثين سائحا ونظمت لهم جولة سياحية فى الصعيد، وقد وعد الفرنسيون بنقل صورة صحيحة لبلادهم عن مصر وأستمرار زيارتها فى هذه المرحلة الحرجة.

ثالثا ـ التصريحات المتعددة المثيرة للجدل على صفحات التواصل الأجتماعى من جانب الأنبا بيشوى مطران دمياط وكفرالشيخ والبرارى بداية من دعوته الفتيات للاحتشام الى مطالبته المواطنين بالتوقف عن مشاهدة التليفزيون لما يبثه من أشياء تسىء للوطن والمواطنين وتوجيهه رساله الى الممثلين والممثلات للتوقف عن الأعمال الهابطة وتكريس أعمالهم فى خدمة المصلحة العامة قائلا «ارحمونا بقى»، وخلال إحتفاليه بعيد رسامته أسقفا كانت مطالبته أمام المشاركين بضرورة الالتزام بالقانون والامتناع عن التعدى على الغير والتوقف عن تعاطى المخدرات قائلا «حتى نبنى مصر التى تمناها الرئيس عبدالفتاح السيسى ونُصدَر الحضارة الى العالم كله يجب على كل واحد منا إصلاح نفسه والنظر الى حقوق الأخرين».

رابعا ـ مايؤديه الأنبا تواضروس الثانى بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية منذ تولى منصبه من عظة شهرية يخصصها للأطفال فى مرحلة التعليم الابتدائى يقف فيها وسط مجموعة الحاضرين وهم جلوس يشرح فيها واحدة من القيم الانسانية فى مجال الأخلاق أوالسلوك الاجتماعى باسلوب «الحكايات» مكررا عبارات محددة يرددها الأطفال خلفه تارة وبمفردهم تارة أخرى بهدف ترسيخ مفهوم هذه القيم فى أذهان الأطفال لكى يلتزموا بها ويسيروا على نهجها طوال حياتهم والعمل على بثها وتطبيقها فعليا وعمليا من جانب المحيطين بهم ثم نقلها للآخرين..ولقد أثار انتباهى فى ذلك النموذج الذى يتبعه (بابا الارثوذكس) مع أطفال طائفته ماشاهدته فى إحدى عٍظاته لهم على شاشة قناة تليفزيونية تابعة للكنيسة يوم 7 ستمبر الماضى تلك الفقرة التى ظل (البطريرك) يرددها مع الأطفال (نقرأ كثيرا..نفهم كثيرا..نبتكر كثيرا..ننتج كثيرآ)، وقد استعادتها ذاكرتى بعد شهر عندما طالعتنى (الأهرام) يوم 9أكتوبر الماضى بتصريحات للدكتور طارق شوقى أمين عام المجالس المتخصصة برئاسة الجمهورية عن خطوة جديدة نحو (مجتمع يتعلم ويفكر ويبتكر) وهى المحتوى العلمى الدولى للمصريين الذى أعلنه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى خطابه يوم الاحتفال بذكرى انتصار أكتوبر لتوفير المادة العلمية الحديثة والموثقة بمختلف الوسائل لكل المصريين مجانا وبهذا المشروع ستمتلك مصر مكتبة الكترونية تضاهى ان لم تكن أكثر ضخامة وغنى من مكتبة الكونجرس الامريكي. ويبقى هنا القول إن النموذج الذى يستخدمه (البابا تواضروس) مع أطفال طائفية يجب أن تحتذى به كل الهيئات والمؤسسات والوزارات فى الدولة ليحقق لكل الأطفال المصريين وأجيالهم الجديدة التنشئة السليمة فى كل مجالات العلم والتكنولوجيا والابتكار والإنتاج والثقافة والإعلام والسلوك الإنسانى والأخلاقى والاجتماعى الحديث وبحيث تمتلك عقولهم منذ الصغر أضخم ما تحتويه مكتبات العالم كله يحققون بها الارتقاء والتقدم والحضارة لوطنهم وليس بامتلاك مكتبة الكونجرس ذاتها. وبذلك يكون ما تنفذه -عمليا- منذ فترة طويلة الكنسية المصرية قد سبق رئاسة الجمهورية فيما تفكر بتنفيذه حاليا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف