المساء
أحمد سليمان
لقاء شيخ الأزهر بالشباب نقطة تحول مهمة
اللقاء الذي عقده فضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر مع شباب الجامعات والذي عقد بجامعة القاهرة الليلة قبل الماضية جاء مفاجئاً ويمثل نقطة تحول مهمة من حيث التوقيت والمحتوي ومكان الانعقاد.
المعروف عن فضيلة شيخ الأزهر أنه قليل الكلام يتحدث عندما يكون للحديث ضرورة قصوي. وأعتقد أن فضيلته لمس الحاجة الملحة للتحدث مع الشباب والاستماع إليهم في هذا التوقيت الفاصل من تاريخ الأمة المصرية.
اللقاء اتسم بروح الأبوة الحانية المخلصة لهذا الوطن والمقدرة لظروف الشباب ومعاناتهم والحريصة علي الأخذ بأياديهم إلي جادة الطريق وبث روح الوطنية وإعمال العقل بلا جنوح أو شطط وحرص الأزهر علي استقبال كل الاسهامات الفكرية الصادرة من أي مسلم أو غير مسلم ودراستها والعمل علي دعمها ان كانت حاضنة لنور الوحي وبعيدة عن الجموح المدمر.
فضيلة الإمام الأكبر تحدث في الوقت المناسب الذي لوحظ فيه جنوح أعداد من الشباب إلي الفكر المتطرف الذي يبثه تنظيم داعش الإرهابي أو الفكر المنحرف الذي قادهم إلي الالحاد كل ذلك وسط ضغط إعلامي من قنوات فضائية يتحدث فيها إعلاميون ـ مع كل أسف ـ يفتقدون أبسط مبادئ المصلحة العليا للوطن وللشباب الذين يمثلون أحد أهم عناصر الأمن القومي لمصر.
فضيلة الإمام تحدث في كل القضايا وأجاب عن كل ما تم طرحه من اسئلة وأري أن أحد أهم العناصر التي تناولها فضيلته في حديثه وردوده علي الاسئلة تركيزه علي ان "العبادة وإن بلغت عنان السماء لا تغني عن الأخلاق".. وهذا ما أكد عليه أيضاً الرئيس السيسي خلال اجتماعه مع مستشاريه قبيل سفره إلي فرنسا لحضور قمة المناخ.
الأخلاق التي ضاعت بين أعداد كبيرة من الشباب في كل المجالات تحتاج للتأكيد علي ضرورة استعادتها والكلام عندما يصدر من شخصية بقيمة شيخ الأزهر فإنها تلقي الصدي المناسب لدي الشباب الذين كانوا سعداء بهذا اللقاء وأعربوا عن تمنياتهم لتكراره كل فترة لاستيعاب الشباب المتمرد بطبعه الذي يميل للجنوح ومخالفة الثوابت.
احتوت كلمات فضيلة الامام علي رسائل عدة للشباب والمعلمين والأسرة والاعلام وأولياء الأمور.
النقطة التي كثيراً ما يتناولها الاعلام بشئ من السخرية هي التعليم الأزهري والمناهج الدراسية في هذه المؤسسة العريقة وهنا أكد فضيلة الامام علي ان اصلاح التعليم ضروري جداً وإلا ستذهب كل الأموال والجهود إلي البحر وان الأزهر بدأ هذا الاصلاح بالمرحلتين الاعدادية والثانوية.
فهل يتحدث الاعلاميون عن هذا الاصلاح كما تحدثوا من قبل عن قصور المناهج الأزهرية؟
كان تأكيد الشيخ علي ان الأزهر لا يحكم علي أي شخص يؤمن بالله بالكفر حتي ولو ارتكب كل فظائع الدنيا. ومن هنا قال ان اعضاء تنظيم داعش الإرهابي ليسوا كفاراً ولكنهم مفسدون في الأرض.
لم يغفل فضيلة الامام التحدث في السياسة الدولية التي أصبح اللعب فيها علي المكشوف الآن عندما تساءل: هل القضاء علي حاكم ـ وإن كان ديكتاتوراً ـ يتطلب إبادة دول وشعوب؟
ونصح الشباب في ختام اللقاء بأن يكونوا علي مستوي المسئولية وان يتذكروا أمانة الوطن التي سيلقون بها ربهم.
اللقاء الرائع لفضيلة شيخ الأزهر مع شباب الجامعات نقطة تحول مهمة لدي الكثيرين من الشباب سواء الذين حضروا هذا اللقاء أو الذين قرأوا عنه بالصحف والمواقع الإلكترونية أو شاهدوه في القنوات الفضائية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف