السيد البابلى
واشنطن .. والمؤتمر الاقتصادي
الأمريكان قادمون إلي المؤتمر الاقتصادي المصري. والخارجية الأمريكية أعلنت عن المشاركة بوفد رفيع المستوي.
والحضور الأمريكي لمؤتمر مصر الاقتصادي إشارة جديدة في سلسلة حلقات التقارب الأمريكي مع مصر لاستعادة الشراكة الاستراتيجية بعد أن دخل الروس بثقلهم وبدأوا مرحلة مختلفة من علاقات التعاون مع مصر.
واعلان الخارجية الأمريكية عن المشاركة بوفد من رجال الأعمال والمستثمرين هو دعم آخر من واشنطن للقاهرة في معركتها من أجل إعادة البناء واستعادة دورها الإقليمي ووقوفا أيضا إلي جانبها في حربها ضد الارهاب.
ولا يمكن تجاهل هذا التحول في السياسة الأمريكية تجاه مصر. إذ أنه يعبر عن قناعات أمريكية جديدة لإدارة الرئيس أوباما وتسليم بصحة المواقف المصرية في التعامل مع الأزمات التي تواجه المنطقة.
ونحن نأمل بعد ذلك أن تكون قائمة المشروعات الاستثمارية المصرية التي ستطرح في المؤتمر ملائمة وواضحة ومحددة وجذابة وقابلة للتنفيذ فورا.
ان نجاح هذا المؤتمر يعتمد علي الإعداد الجيد وأن نتحدث بلغة رجال الأعمال بعيدا عن لغة الحكومات.
* * *
لا يوجد محافظ من المحافظين الجدد لم يشك من فساد المحليات الذي كان سببا في تدهور الخدمات والصورة المشوهة التي أصبحت عليها المدن والأحياء والقري.
وكل محافظ أعلن الحرب علي هذا الفساد وتوعد مرتكبيه بالملاحقة القانونية والضرب بيد من حديد علي كل من يتورط في هذا الفساد.
ولأن الفساد في المحليات أصبح منظومة قوية متماسكة وصلبة. ولأن هذا الفساد "لقمة حلوة" يستفيد منها عدد كبير من المسئولين فإن القضاء عليه ليس سهلاً ولا يحتاج إلي تصريحات بل خطط وأعمال وأجهزة تتعاون مع الإدارات التنفيذية.
وسيكون علي كل محافظ أن يبحث أولا عن كيفية التنسيق مع وزارة الداخلية لإزالة المخالفات والتعديات وتنفيذ القرارات الصادرة بشأن ذلك. لأن المحليات تتعلل دائما بأنها غير مسئولة عن المخالفات وتصدر بشأنها القرارات. ولكنها عاجزة عن التنفيذ لعدم وجود قوة الحماية والتأمين من شرطة المرافق.
والحجج والأعذار كثيرة وجاهزة.. ودولة المحليات أكثر قوة من أي محافظ. ويكفي الجميع شرف المحاولة.
* * *
وذهبت إلي دولة الإمارات العربية المتحدة للمشاركة في المنتدي الدولي للاتصال الحكومي الذي ينظمه مركز الشارقة الاعلامي برعاية الشيخ الدكتور سلطان القاسمي عضو المجلس الأعلي حاكم الشارقة.
وفي الإمارات العربية. هناك معجزة تنموية بكل المقاييس. فهذا بلد لا يتحدث كثيرا في السياسة بقدر ما هناك تركيز علي الاقتصاد والاستثمار وسوق المال.. وهذا بلد يشهد كل يوم تشييد برج سكني أو فندق جديد.. وهذا بلد دخل عصر "العولمة" بدون خطب أو أناشيد لأنه تعامل مع معطيات العصر بلغة المنطق والمصلحة ولم يرفع شعارات أو مزايدات علي نفسه وعلي مستقبله. فاستطاع أن يحقق خطوات واسعة في مجال التنمية البشرية. والنمو الاقتصادي الذي لا مثيل له.
وفي الإمارات العربية. تشعر بالفخر في أن العالم العربي يستطيع أن يكون جزءًا من العالم المتقدم إذا ما تمكن من توظيف إمكاناته وموارده بشكل جيد.
* * *
وفي القاهرة يقول مرشح لانتخابات نقابة الصحفيين إنه سيفتح ملف أجور الصحفيين في حال فوزه. ولم يقل لنا مع من سيفتح هذا الملف؟ مع الدولة وهي التي ليس لها علاقة بمرتبات العاملين في الصحف القومية والخاصة..! أم مع المؤسسات الصحفية والتي أصبحت تدبر مرتبات العاملين بها بمعجزة. ولولا دعم الدولة لتوقفت عن السداد!
وعلي أية حال تعودنا في الانتخابات أن نسمع الكثير من الوعود وإن كان أفضلها حتي الآن هو الوعد بتخصيص عدد من المقابر للصحفيين في مدينة 6 أكتوبر.. حاجة كده ترد الروح..!
* * *
وربنا يستر مما قد يحدث معهعربات الفول المدمس. فوزارة التموين تدرس تحويل عربات الفول إلي قطاع رسمي ونقل تبعية عربات الفول إلي وزارة التموين. وذلك عن طريق تزويدها بالزيت والطحينة والخبز بأسعار زهيدة مقابل تحديد سعر الساندويتش وطبق القول..!
والمتحدث باسم الوزارة الذي كشف عن هذه الخطة الجديدة وحمل إلينا البشري "السعيدة" لم يفصح عن كيفية تحويل ذلك إلي واقع. وهل سيكون صرف سندويتش الفول والطعمية من خلال البطاقة التموينية لمستحقي الدعم أم سيكون مباحا للجميع وبنفس الأسعار هدية من الدولة لحبايب الدولة.. وكله جائز هذه الأيام..!