الجمهورية
صلاح الحفناوى
إسقاط البرلمان وثورة ¢الخرفان¢
ثبتت الرؤية وانتهي الأمر.. اصبح لدينا برلمان.. هو الأهم والأخطر ربما في تاريخ مصر الحديث بكامله.. برلمان يملك صلاحيات غير مسبوقة.. لعل أولاها وليس أهمها الحق في منح وسحب الثقة من احكومة.. بالإضافة إلي المسئوليات التشريعية والرقابية التي تجعله المهيمن الأوحد تقريبا علي كل شئون حياتنا.
هذه الحقيقة البديهية لم تغب عن اذهان خفافيش الظلام.. فارباك البرلمان والتشكيك في قدرته علي التعبير عن تطلعات وامنيات واحلام الشعب وخلق حالة من الجدل حول مشروعيته يمكن أن يعيدنا الي المربع صفر عبر اشاعة حالة من الغضب الشعبي يصعب تجاهلها.
إعلام العار بدأ المهمة مبكرا.. إعلامية عبقرية وصفت البرلمان القادم بأنه برلمان ¢موافقون¢ في لعبة ساذجة مكشوفة لتحريض النواب علي المعارضة لمجرد المعارضة ولابعاد شبهة ¢الانبطاح¢ عن أنفسه.. إعلامي يعتبر نفسه عبقري زمانه وفريد عصره وأوانه.. أعلن أن البرلمان هو الابن السفاح لفساد المال السياسي.. إعلامية ثالثة وصفت البرلمان بأنه ملتقي الفلول و¢عيال¢ مبارك.. وهكذا بدأت كرة الثلج الإعلامية في التدحرج.
البرلمان الجديد في نظر خفافيش الإعلام الذين يسيطرون علي الفضاء المصري بشكل حصري.. هو برلمان الأقلية الذي لم يشارك في اختياره سوي عشرين بالمائة من اجمالي الناخبين.. هو برلمان الوجوه القديمة ورموز الحزب الوطني المنحل وأباطرة الفساد ومستغلي العباد.. باختصار هو برلمان من وجهة نظرهم فاقد للشرعية مفتقر للأهلية الشعبية.
السهام الموجهة للبرلمان الجديد لا تقتصر علي ضربات الإعلام الطائشة.. بل شاركت في الرمي بها.. الأحزاب الدينية التي رفضها الشعب رفضا مهينا مذلا حيث بدأت تتحدث عن تواطؤ حكومي لابعادها وتجريدها من شعبيتها الطاغية التي لم نسمع عنها الا علي السنة مشايخ هذه الاحزاب والمتاجرين في بضاعتها الغثة.
ومع الأحزاب الدينية وإعلام الخفافيش ومحللي البوم الناعق.. ميليشيات الاخوان الاليكترونية وعملاء 6 ابريل وحواريي البرادعي وانصار هدم الدولة للبناء علي انقاضها بطريقة الاشتراكيين الثوريين.. بالاضافة الي المتحذلقين ومثقفي تشابه الأسماء.. كل هؤلاء اتحدوا علي اسقاط البرلمان قبل ان يبدأ معتقدين ان هذا هو اقصر طريق لنشر الفوضي التي يعدون بها في 25 يناير.
الهجوم علي البرلمان جزء من منظومة تشكيك وتخوين وتخويف واشاعة احباط.. هدفها الرئيس هو استنساخ احداث يناير 2011 فيما يطلقون عليه الثورة الثالثة.. استنساخ لا يستثني حرق المنشآت الحكومية ونهب البنوك والمحال التجارية لاحداث فوضي شاملة.. الفوضي هي الهدف وهي الغاية وهي الحلم الذي يلتف حوله كل من خان الوطن وباع الانتماء بثمن بخس.
بدأوا بالداخلية فحولوا تجاوزات قلة من ضباطها الي تميمة الثورة التي يحلمون بها والتي تضخمت في خيالاتهم المريضة.. هجوم غير مسبوق علي الشرطة يتناسي عن عمد تضحيات حقيقية لابطال دفعوا ارواحهم ثمنا لحماية الوطن.. عرجوا الي الإعلاميين القلائل الذين يبثون الأمل ويدافعون عن مؤسسات الدولة.. فها هم الشتامون الشامتون يرقصون طربا علي مواقع التواصل الاجتماعي بعد تعرض الإعلامي أحمد موسي للضرب علي ايدي مجموعة من السفلة في باريس.. فيما البرادعي يواصل النعيق النشاز علي ¢تويتر¢ محذرا ومتوعدا ومهددا الدولة المصرية التي ¢حبست¢ شعب مصر في زنازين الاختفاء القصري وحاكمت من حرقوا مصر رغم أن الحرق فعل ثوري مشروع.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف