الجمهورية
محمود معروف
سوبر الأهلي .. وطفلة الأبراشي

أول أمس حزنت وبكيت.. حزت لخسارة الأهلي كأس السوبر الأفريقية لكن عزاءنا ان لقب السوبر حصل عليه فريق عربي من بلد عزيز علي قلوبنا هو نادي وفاق سطيف الجزائري وهذه البطولة تفوز بها الجزائر لأول مرة مما أسعد شعبها كله.. والجزائر لها مكانة كبري في قلوبنا جميعا وأنا بصفة خاصة حيث كانت أول دولة أزورها خارج مصر منذ حوالي 40 عاما ضمن بعثة مصر المشاركة في مهرجان الشباب العربي الاول في كل اللعبات مع فرق فنية وثقافية وشبابية وكان معنا وقتها محمود الخطيب وفاروق جعفر ومصطفي يونس ومصطفي عبده ومحمود الخواجه وطاهر الشيخ "لاعب الأوليمبي ثم الأهلي" ومجدي كامل "لاعب السكة" ورفعت قاسم "لاعب الطيران ثم الزمالك" وغيرهم!
الأهلي لم ينهزم في الجزائر بل خسر الكأس بضربات الحظ الترجيحية بعد أن قدم واحدة من أحلي مبارياته هذا الموسم.
وكالعادة يبقي عماد متعب هو صانع المعجزات في أعلي درجات اليأس.. سجل هدف التعادل في الدقيقة الخامسة والأخيرة.. من الوقت بدل الضائع ليتعادل مع سطيف الذي سجل هدفه اللاعب الخطير عبدالملك زيايه ويلجأ الفريقان لضربات الجزاء الترجيحية التي ابتسمت لابناء الجزائر علي أرضهم.
وهكذا يعيد عماد متعب نفس سيناريو مباراة الأهلي مع سيوي سبورت "كوت دي فوار" في نهائي كأس الكونفيدرالية عندما سجل هدف الفوز في الدقيقة 6 من الوقت الضائع ليحصل علي كأس البطولة التي تدخل مصر لاول مرة.
أجمل من المباراة تلك الروح الجميلة بين الفريقين والحفاوة الكبري التي قوبلت بها بعثة الأهلي منذ وصولها أرض الجزائر الحبيبة وحتي مغادرتها الي القاهرة واتصال الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقه ببعثة الأهلي مطمئنا عليهم ومرحبا بهم في بلدهم الثاني الجزائر في لفتة اكثر من رائعة يستحق عليها الجزائريون كل الاحترام والتقدير.
بعد حزني علي خسارة كأس السوبر الافريقية دمعت عيني وأنا أشاهد برنامج "العاشرة مساء" الذي يقدمه زميلنا الصحفي والإعلامي الرائع الموهوب المحبوب وائل الأبراشي وهو يقدم سهرة أشبه بأفلام أمينة رزق وزكي رستم ومحمود حسن اسماعيل الأفلام التراجيدية البكائية.
قدم الأبراشي حلقة عن الطفلة روداينا البالغة من العمر سنة وثلاثة أشهر التي عثرت عليها سيدة فاضلة جزاها كل الخير اسمها فاطمة ابوسيف.. عثرت عليها في برميل زبالة في الشارع فجرا وهي ذاهبة الي الفرن لشراء خبز فأخذتها الي بيتها وأرضعتها ثلاث ببرونات بالبزازة لتنقذ حياتها واكتشفت أن ساقها وعظامها مهشمة من الضرب بعصي بلا رحمة وقامت سارة حفيدة الحاجة فاطمة بتصوير الفتاة ونشرتها علي النت واتصل بها الفنان احمد السقا أو أحمد حلمي علي ما أعتقد وتأكد من صحة الواقعة فكتب قصتها علي صفحته وشاهدها 15 مليونا في كل أنحاء العالم وتم ابلاغ الشرطة ونقلت الطفلة الي المستشفي للعلاج السريع وزارها المهندس ابراهيم محلب رئيس الوزراء والدكتورة غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي ووضعوا ساق الفتاة في الجبس.
هز وائل الأبراشي الدنيا بهذه الحلقة حيث استضاف دينا والدة الطفلة وجدتها واستضاف فاطمة ابوسيف التي عثرت عليها وانقذتها قبل أن تنهشها الكلاب حية واستضاف حفيدتها سارة التي نشرت صورتها علي الموبايل للدنيا وحكت حكايتها وكيف تعاطفت مع الطفلة لان لها نفس ظروفها عندما طلق الأب الأم وتركا اطفالهما جياعا وتولت جدتها وجدها تربيتهما.
قالت دينا أم الطفلة أن زوجها اختفي وترك لها ثلاثة اطفال بلا قرش صاغ وبلا طعام.. كانوا ينامون في ممر تحت السلم واضطرت الأم دينا أن ترسل طفلتها الصغيرة الجائعة روداينا عند عمها لانها لاتستطيع أن تطعمها فما كان من العم عيد الجبان الحقير إلا أن ضرب الطفلة الصغيرة بعصا علي ساقها فكسرها وحطم ضلوعها ثم القي بها في صندوق الزبالة وانصرف حتي عثرت عليها الحاجة فاطمة ابوسيف وأخذتها الي منزلها وغيرت ملابسها وصورتها حفيدتها بالموبايل وتم اخطار الشرطة بحكايتها فألقي القبض علي العم الجبان وابدي آلاف المشاهدين لوائل الابراشي استعدادهم لتربيتها أو مساعدة الأسرة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف