المساء
أحمد عمر
مجرة الطراطير
الجهاز الاداري المصري هو الأكبر في العالم.. يناهز الـ 7 ملايين موظف بزيادة نحو المليون عن جمهورية الصين الشعبية و10 اضعاف موظفي الولايات المتحدة الأمريكية وطبعا مستوي الاداء في كثير من مؤسساتنا وصل إلي مرحلة يندي لها الجبين لكن موظفينا متذمرون دائما يشكون قلة المرتبات وارتفاع الاسعار.
س: أين حمرة الخجل؟
ج: كان منه وجبر.
وورد في الحديث الشريف "افعل ما شئت فكما تدين تدان" ما لا تصنعه اليوم بيديك لن تجني ثماره غدا ولا أولادك بعد غد لكن البعض يتركون الخير ويعملون بالمقولة الشيطانية "عيش ندل تموت مستور".
في ادارة للمرور يضطر المواطن للتعامل مع 17 شباكا.. ويتنقل بين مجموعات من الموظفين يساومونه كل خطوة بثمن.. تشعر كأن المبني اقيم من أجل ان يتربح هؤلاء وان الوظيفة الميري مجرد مكتب لمقابلة الزبائن.
أجري مسئول دراسة محاولا اختصار تلك الإجراءات العقيمة للقضاء علي الفساد والتخفيف من معاناة المواطنين لكن الرد من مسئول أعلي جاء صادما إذا استغنينا عن هؤلاء فماذا سيعملون ومن أين يرزقون؟ صار الغرض من وجود المؤسسة هو شغل أوقات فراغ الموظفين لا خدمات تؤدي للمجتمع ولا اهداف يراد تحقيقها.. الاخطر ان ما يحدث في موقع خدمي رسمي وهام كهذا له تداعياته في كل مناحي المجتمع.
فالمواطن الذي تعرض للابتزاز وتكبد المعاناة والمشقة لن يجد مصداقية لشعارات العمل والواجب سواء كان مدرسا أو طبيبا أو صنايعيا أو موظفا في جهاز حكومي آخر.. ان تداعيات الفساد الفاضح في مؤسسة حكومية كالمرور أو الوحدات المحلية هي موجة تسونامي من الفساد تجرف مؤسسات أخري.
قبل 3 سنوات طلبت مؤسسة صحفية قومية قطعة أرض صحراوية في أسيوط لتقيم عليها جامعة خاصة بنظام حق الانتفاع لكن جهبذا في المحليات افتي رغم قانونية الطلب بضرورة تنظيم مزاد للحصول علي الأرض وعجز المحافظ وقتها عن اتخاذ قرار رغم ان الجامعات لا تتشابه وان الفكرة من حق اصحابها والشعب في أمس الحاجة لجامعات وليس جامعة واحدة.. واحيل الطلب إلي رئاسة مجلس الوزراء ومن يومها لا حس ولا خبر..الجامعة لم تر النور والأرض مازالت صحراء جرداء وترك المحافظ منصبه لكن الجهبذ مازال قابعا في مكتبه يحصل علي المرتبات والترقيات فالحقيقة ان بعض المسئولين الشرفاء يساهمون ايضا في حالة الفشل التي تعاني منها كثير من المؤسسات لأنهم وان لم يتورطوا في الفساد يكتفون من المسئولية بدور الطرطور.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف