المساء
السيد العزاوى
الشباب وقيم الإسلام تربية.. عمل.. سلوك
في لفتة أبوية من الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة وحبا في أبنائه الطلاب استضاف الإمام الأكبر الدكتور احمد الطيب شيخ الأزهر لإجراء حوار من القلب مع الابناء وبقلب شغوف بحب الابناء قال وهو يغالب دموعه لا نلجأ من التطرف الا للأزهر لقد لمس الدكتور جابر نصار حقيقة غابت عن كثيرين وتجاهلوا دور هذه المؤسسة التي تنشر وسطية الإسلام وسماحته علي مدي أكثر من ألف عام وقد جاء لقاء شيخ الأزهر مع الطلاب في اقدم جامعة بمصر والصرح العالمي الشامخ علي مدي سنوات طويلة جاء في وقت بلادنا في أشد الحاجة إليه خاصة في تلك الحقبة التي استشري فيها الفكر المتطرف وقد شوه دعاة هذا الفكر صورة الاسلام ومبادئه.. أصدروا فتاوي التكفير واستحلوا العنف وسفك الدماء في سبيل الوصول للسلطة واتخذوا زورا وبهتانا الإسلام ستارا لترويج افكارهم وقد ضللوا كثيرا من الشباب تحت مزاعم فاسدة قدموا الشباب وقودا في تلك المعارك التي تعاني منها البلاد الإسلامية والعربية وحتي الأوروبية من ويلات هذا العنف ولعل احداث فرنسا الأخيرة ابلغ شاهد.
وقد استرعي انتباهي في حديث القلب من الدكتور احمد الطيب الكثير من المفاهيم التي انار بها الطريق لهؤلاء الطلاب.. ازاح الستار عن الكثير من قيم الإسلام الخالدة خاصة في تربية الشباب وغرس هذه المباديء في قلوب هؤلاء الأبناء واعلن أمام هذه الجموع الكبيرة ان الاسلام والتجديد وجهان لعملة واحدة موضحا ان التجديد لا يعني تغيير الثوابت لأن ذلك لا يعتبر تجديدا وإنما تدمير لتلك الثوابت الشامخة علي مدي الدهر كما أجاب الإمام الأكبر علي كل الاسئلة التي طرحها الطلاب ولم يترك أي سؤال بلا اجابة مشيرا إلي انه لابد من تقريب المفاهيم إلي الأذهان المعاصرة وانزالها إلي واقع الناس وان تنفتح لنا نافذة نطل منها علي الواقع وتلك هي مهمة الدعاة خاصة ان في مقدورهم عقد المصالحة بين النصوص وذلك الواقع كما ان مباديء الإسلام فيها الكثير من الدعائم التي أرسي معالمها سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم حين يسر علي الشباب طريق الزواج فد أوضح الإمام الأكبر ان الرسول في سبيل ذلك قال ميسرا شئون الزواج: التمس ولو خاتما من حديد وحين جعل المهر كفا من سويق تربية ونهضة وسلوكا وعملا جاء كما أوضح للشباب أساليب الفكر المتطرف ونوه إلي ضرورة ان يتحرك هؤلاء الابناء لاعمال عقولهم وتمحيص ما يقدم إليهم من افكار في هذا الأمر.
هذا الحديث من الدكتور احمد الطيب اعاد إلي الذاكرة ما سجلته كتب السيرة والتراجم والأحاديث النبوية وفيها الكثير من المباديء التي قام الرسول بتربية الشباب منذ نعومة أظفارهم لحمايتهم من الانجراف في تيارات تروج لاستقطاب هؤلاء الأبناء في اطار "إنا وجدنا أباءنا علي أمة وإنا علي آثارهم مقتدون" وقد ذكرها رب العالمين في القرآن الكريم في اشارة واضحة لتجديد اساليب الخطاب الديني وضرورة ابتعاده عن اسلوب الجمود والخضوع للآباء والاجداد في بث هذه المفاهيم في قلوب الشباب وها هو رسول الله صلي الله عليه وسلم يأخذ بيد الشباب فقد أخذ ابن عمه علي ابن أبي طالب ورباه علي تلك القيم وفي ظلالها نشأ هذا الفتي وضرب المثل في الخروج علي ما كان يعتقده أبوه أبوطالب وقد استطاعت هذه المباديء تكوين فتي امتلأ صدره بأنوار تلك المباديء وانعكست علي أسلوب حياته واقرب شاهد علي ذلك ان الرسول اختاره لكي يجلس علي فراشه في يوم خروجه من بيته مهاجرا إلي المدينة المنورة مما يؤكد اننا في هذه الايام في أشد الحاجة لما جاء في سيرة سيد الخلق صلي الله عليه وسلم الهدوء والصبر وطول البال لكي نتمكن من تربية الابناء علي أساس من هذه القيمة التي أوضح الكثير منها الإمام الأكبر في حديثه إلي الطلاب بجامعة القاهرة.
في نفس الوقت علي الاساتذة والعلماء والدعاة الاقتداء برسول الله صلي الله عليه وسلم في هذه التربية ودعوة الشباب لاعمال عقولهم والتفكير في اسلوب حياتهم كما كان الرسول يفعل فها هو سيد الخلق قد قام بتربية اسامة بن زايد علي أساس من هذه القواعد واستقرت في وجدانه ولذلك حين جاء إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم يستشفع لديه في اقامة حد من حدود الله علي أحد المخالفين.. هنا ذكره رسول الله صلي الله عليه وسلم بتلك المباديء التي غرسها في صدره حيث قال: اتشفع في حد من حدود الله يا أسامة وبعد هذه التذكرة عدل اسامة عن هذه الشفاعة ومرة اخري حين اخبره بذلك الرجل الذي قتله أسامة في إحدي معاركه رغم ان الرجل نطق بالشهادتين واعتقد اسامة ان الرجل ردد الشهادتين للافلات من قتله هنا ايضا ذكره الرسول في غضب قائلا: هلا شققت عن قلبه يا اسامة فورا تذكر اسامة تلك القيم النبيلة واعتراه الندم ولا شك ان شبابنا في أشد الحاجة إلي لقاءات متعددة مع كبار العلماء والدعاة لتجديد هذه القيم في نفوس الابناء وتحصينهم من الافكار الهدامة التي يرددها التنظيمات المتطرفة هذه الايام.
هاني خليل في رحاب الله
بعد رحلة من العمل والعطاء
عرفت هاني خليل منذ سنوات خاصة بعد ان تولي مسئولية الاعلانات بالمساء وقد بهرني هدوءه وابتسامته الصافية وعقلانيته في معالجة مختلف الادوار وليس هذا بغريب عليه لأنه يندر من اصول شرقاوية وتربي علي أساس الاخلاق والقيم ومن قبله قد عرفنا شقيقه هشام خليل وقد كنت الجأ إلي هاني خليل لتدبير جوائز المسابقة الدينية التي يجري تنظيمها في شهر رمضان من كل عام وقد كان وهو والفريق معه علي مستوي المسئولية.
وقد اعتراني الحزن والألم حين جاء في خبر انتقاله فجأة إلي رحاب الله تعالي اثر حادث أليم وقد قفز إلي الذهن قول الشاعر العربي:
الموت علي كفه نقاد
يختار منها الجياد
ان القلب ليحزن وان العين لتدمع وانا لفراقك يا هاني لمحزنون. دعوات إلي الله ان يتغمدك برحمته وان يلهم اسرتك واهلك الصبر والسلوان.. انا لله وانا إليه راجعون.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف