الأخبار
حسين حمزة
الدراما.. في خطر!
ظاهرة غريبة مازالت تتنامي يوماً بعد يوم خلال السنوات الأخيرة.. حالة من الفقر الشديد تسود عالم الفكر والابداع.. فما نراه من انتاج فني سواء في الدراما أو الاغاني.. يؤكد حالة الهبوط والتردي والغثيان التي اصبحت عليها.. فلم نعد نسمع أغنية رائعة مكتملة أركان الابداع من كلمات وألحان وصوت جميل من أيام الزمن الجميل بنجومه الأفذاذ... أو عن مسلسل درامي يرصد تطور المجتمع المصري والتاريخ السياسي له خلال عقود من الزمن ويخرجه مخرج مبدع.. ولا حتي عن ممثلين يحركون وجداننا ومشاعرنا وهم يؤدون أدوراهم ببراعة.. للأسف أصبح كل ما يقدم من فنون هذه الأيام.. لاعلاقة له من قريب أو بعيد بكلمة «فن» ومن يرد البحث عن شهرة أو مكانة مرموقة.. يبحث عن أغنية قديمة لنجم لامع .. ويكرر أداءها ليظهر مواهبه من خلالها.. واذا سألته عن الجديد.. فسوف يجيبك هعمل إيه مضطر أغني قديم لأن بصراحة ما عندنا شيء جديد يستاهل انك تسمعه! استوقفني هذا الأسبوع الإعلان عن اعتزام المؤلف أيمن بهجت قمر وعمرو محمود ياسين تقديم الجزء السادس من المسلسل الدرامي الشهير ليالي الحلمية الذي يعد علامة بارزة علي خريطة الدراما المصرية.. لأن مؤلفه الكاتب الكبير الراحل أسامة أنور عكاشة استطاع ان ينقلنا خلال الأجزاء الخمسة التي قدمها إلي قلب الاحداث التي مرت بها مصر منذ عهد الملك فاروق وحتي التسعينيات بمنتهي الروعة والواقعية.. مات عكاشة رحمه الله.. والآن ظهر من يريد أن يخطف نجاحه باصدار جزء سادس.. ولا أعرف لماذا لم يفكر قمر وعمرو في البحث عن فكرة مختلفة وجديدة من زناد افكارهما ويقدماها لنا بدلا من الاعتماد علي قديمه.. الأمر الذي أثار دهشة وغضب الكثيرين ـ وانا منهم ـ بدافع احترام أصحاب المواهب.. ثم إن الباب مفتوح علي مصراعيه لكل صاحب موهبة .. النهاردة عندنا أجهزة إعلام ومحطات تليفزيون لاحصر لها.. وعشرات الصحف بخلاف مبدعي زمان الغلابة الذين كافحوا وعانوا الامرين وجاعوا وسهروا الليالي حتي لمعوا وصاروا نجوماً واستحقوا احترام كل المصريين مثل عكاشة صاحب العمل التاريخي العريق ــ الذي يتعرض لعملية سطو فني عيني عينك.. ده كلام ياناس؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف