الأهرام
محمد أمين المصرى
العلاقات بين الشعوب أفضل
يخطئ جزء كبير من الإعلام المصرى فى تحليله للوقائع الدولية، ويتبنى وجهات نظر عشوائية بدون الخوض فى أبعاد التحليل السياسى للحدث. ولنا أمثلة فى تفجيرات باريس وإسقاط تركيا قاذفة روسية تخطت حدود سيادتها الإقليمية للمرة الثانية.

فالإعلام المصرى حلل الحادثين من منطلقات بعيدة تماما عن البعد السياسى والعسكري، ففى تفجيرات باريس، شهدنا ثمة شماتة فيما تعرضت له عاصمة النور ، وكأننا كنا نتمنى مقتل كل هؤلاء الضحايا. وبدلا من إبداء قدر عقلانى وعاطفى مع فرنسا فى مصيبتها، غاب عن الأداء المصرى أن الإرهاب واحد فى حادثى سيناء وباريس، حتى وإن لم تعترف مصر حتى يومنا هذا بفرضية العمل الإرهابى للطائرة الروسية.

وكان يجدر بالإعلام التعمق أكثر فى أسباب الإرهاب وليس نقل صور الضحايا، فى حين لم تستبق فرنسا التحقيقات بحادث سيناء برؤية تآمرية حتى يتم التعامل معها بهذا التشفى، وكأننا نرد على بريطانيا وروسيا وأمريكا لإعلانهم مواقف متناقضة لما ترتئيه مصر.

كما غابت الرؤية السياسية فى تحليل تداعيات العلاقات الروسية -التركية، إذ تبارى البعض فى الدفاع عن حق روسيا فى حماية قاذفاتها التى تجول سماء المنطقة بدون التذكير بحق تركيا فى الدفاع أيضا عن سيادتها الإقليمية. وهل هذا الدفاع عن روسيا سيستمر إذا ما قررت موسكو الدفاع عن ضحاياها فى سيناء وقصف الإرهابيين هناك بدون علم القيادة السياسية فى مصر؟..ثم تدافع البعض للإشادة بإجراءات روسيا الاقتصادية حيال تركيا، وكأن مصر مستفيدة من هذا السجال الروسى ـ التركى.

وانبرى رسامون فى تصوير بوتين ممسكا بأردوغان وكأنه ميدالية ويلوحه يمينا ويسارا، محدثا نفسه «هعمل فيك إيه يا أردوغان» فى مشهد لا يرقى للتعامل مع أزمة دولية لا ناقة لنا فيها ولا جمل. فليس بهذا ندافع عن مواقفنا الرافضة لاستضافة تركيا لقيادة الإخوان ، علما بأن العلاقات بين الشعوب أبقى وأفضل مما تريده القيادات السياسية. ونتذكر هنا كيف تسببت أزمة سياسية بين القيادتين المصرية والجزائرية فى جرح العلاقة التاريخية بين الشعبين.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف