الجمهورية
لويس جرجس
ارحموا أعصابنا من فوضي المرور
فوضي المرور مشكلة يجب أن تجد حلا سريعاً لكي ترتاح أعصاب المصريين ويتمكنوا من مواجهة أعباء الحياة اليومية في سهولة ويسر.. الموضوع ليس من الكماليات أو من قبيل الترفيه. ولكنه مسألة حيوية تتعلق بكل دقيقة وكل ثانية في حياتنا بعد أن تحولت الشوارع إلي سيرك يومي تعربد فيه السيارات دون ضابط أو رابط. وتضيع بسببها أرواح بريئة نتيجة عدم امتلاك الضحايا مهارة لاعبي السيرك أثناء عبروهم الشوارع وسط طوفان سيارات لا يضبط حركتها نظام. ولا يردعها قانون.. أما من ينجو من هذا المصير الحزين المتكرر يوميا فإنه يذهب إلي عمله بأعصاب تالفة تمنعه من تأدية عمله علي الوجه المطلوب. ويعود إلي منزله آخر النهار منهك القوي متوتر فلا يتمكن من التعامل مع أسرته في مناخ هادئ يساعد علي تنمية العلاقة الأسرية الإيجابية التي تسمح بتربية الأولاد تربية سليمة بعيداً عن التوتر وانفلات الأعصاب.
أعتقد أن أسباب الفوضي في شوارعنا تتلخص في سهولة الحصول علي رخصة القيادة دون معرفة تامة بقواعدها وآدابها. وغياب التخطيط طويل المدي علي كل المستويات الذي يشيع الفوضي في الشوارع. وعدم احترام قواعد المرور إما عن جهل بها. أو بسبب التساهل في فرض الالتزام بها. وغياب المحاسبة الجادة للمخالفين.
لا أحد ينكر الجهود التي يبذلها رجال المرور الذين يقفون بالساعات في الشوارع لتنظيم الحركة وفض الاشتباك المستمر. إلا أنها لا يمكن أن تؤدي إلي ضبط الحركة دون تنسيق جهود جميع أجهزة الدولة حتي تكتمل عناصر مواجهة المشكلة السابق ذكرها. وهي مسئولية تشترك فيها إلي جانب إدارات المرور. الجهات المسئولة عن تخطيط الشوارع بما يسمح بسير السيارات في اتجاهات محددة دون معوقات. كأن يكون السير بالشوارع الضيقة في اتجاه واحد. مع مراقبة الالتزام بذلك ومحاسبة المخالفين بأشد العقوبات.
وأيضاً تشترك في المواجهة الجهات المسئولة عن منح تراخيص الهدم والبناء. لمنع إحلال العمارات الشاهقة التي يسكنها مئات الأسر بسياراتهم محل فيلات وعمارات صغيرة في شوارع ضيقة لا تتحمل هذا التوسع العشوائي. ومتابعة التنفيذ والالتزام بالضوابط من حيث الارتفاع المسموع به حسب عرض الشارع. وتوفير اماكن لمبيت السيارات بدلا من تحويل الشوارع إلي جراجات تعرقل الحركة طوال النهار. كما تشمل مراقبة منح تراخيص المحلات التجارية أو الخدمية حسب امكانيات كل شارع وبما لا يعيق الحركة به. ويشتمل ذلك تحديد حجم السيارات التي يسمح لها بالمرور في الشارع وساعات تفريغ البضائع بحيث يبتعد عن ساعات الذروة. المشكلة ليست بسيطة ومواجهتها ليست سهلة ولكنها ضرورية وعاجلة. والأمر يحتاج إلي مزيد من التفاصيل في مقالات قادمة بإذن الله.
لقطة أولي:
فجأة ومع اقتراب 25 يناير - عيد الشرطة الذي أصبح عيداً للثورة - كثرت حالات اتهام رجال الشرطة بانتهاك حقوق الإنسان. وتداولت القضية بتوسع وسائل الإعلام المختلفة. ماذا يعني هذا مع إطلاق البعض دعوات للتظاهر في 25 يناير؟
لقطة ثانية:
بعد هجوم إرهابي تعرضت له باريس. أعلنت فرنسا. بلد الحريات واحترام حقوق الإنسان. حالة الطوارئ في البلاد لمدة ثلاثة أشهر. ورفضت الحكومة التصريح بالمظاهرات أتمني أن يكون معني اللقطة وصل إلي بعض المصريين حسني النية الذين يصدقون أن فرض الطوارئ وتنظيم المظاهرات أثناء المواجهة مع الإرهاب اعتداء علي الحريات وحقوق الإنسان.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف