زهقت.. حقيقة زهقت واعتقد ان القراء زهقوا ايضا من كثرة الكلام عن التعليم والصحة ومعظمه كلام معاد ولكن ماذا نفعل؟ انها رسالة وأمانة قبل أن نمضي إلي قدرنا.. يوم الاربعاء الماضي قرأت في الصحف ان وزارة التعليم أعدت ملفات للإصلاح.. ثلاثة ملفات الثانوية العامة وكادر المعلمين والدروس الخصوصية لعرضها علي البرلمان القادم؟!
قولوا لي انتم - ايها القراء - كم وزارة ووزيرا حاولوا المستحيل بأساليب مختلفة لمعالجة نفس الموضوع وخلال عشرات السنوات التي مضت فهل نجح أي مشروع أو نجحت اية فكرة؟
وهل 600 عضو منبهر بالكرسي الجديد في مبني تاريخي مؤهلون لفك طلاسم "كارثة" مضي عليها اكثر من نصف قرن أم ان عقولهم وقلوبهم مشغولة بطموحات أخري صرفوا "دم قلبهم" عليها من أجل الوصول إليها!!
***
صدقوني.. هناك حقائق معروفة ومعترف بهاولكن كل الحكومات تغفل عنها ليس جهلا ولا عمدا ولا لأي سبب ما سوي ان اصلاح البلد من الاساس يقتضي عملا شاقا متواصلا في أسرع وقت ولكن كل الوزارات وكل الوزراء منذ سنوات طويلة جدا "عبدة الروتين".
في احدي قصصي كتبت كيف يذهب السكرتير الخاص للوزير في الصباح الباكر في حجرة نومه ليقول له بعض الاخبار ان كانت هناك أخبار فربما يكون الوزير كان سهرانا فلم يسمع عنها!! ثم يقف بجوار باب الحمام والوزير يحلق ذقنه ليخبر الوزير بما وراءه في هذا اليوم!! في العاشرة والنصف بعض المقابلات المحدد موعدها من قبل مع بعض رجال الأعمال أو أعضاء البرلمان أو كبار موظفي وزارة أخري مثلا في الثانية عشرة ظهرا الوزير عنده برلمان.. استجواب أو سؤال أو مجرد لجنة مثلا.. العودة للوزارة ليعرض عليه مدير مكتبه ما حدث ومن اتصل وما استجد.. ثم يعود إلي المنزل للغداء والراحة ساعة مثلا ثم عزاء واجب أو فرح مجاملة أو حفل خاص بوزارته أو غير وزارته.. وضاع اليوم وضاعت البلد!!شنطة السمسونايت الخاصة بالبريد لم يعد بها مكان يا معالي الوزير.. وبها قرارات وشكاوي واقتراحات لابد من دراستها وكتابة رأي معاليك علي الهامش!! لا يرد الوزير طبعا!! هذه هي يومية وزراء عشرات السنوات الماضية ثم تريد انتاجا أو حل أزمة أو تغييرا في اقتصاد البلد أو تقدما في عصر كل يوم فيه جديد بعد هذا التقدم التكنولوجي المذهل.
***
من أجل هذا.. ناديت.. وسأظل انادي واكتب واناشد بأن نعلن اننا في "الجمهورية الثالثة" لسنا جمهورية يوليو ولا جمهورية الإخوان.. نحن جمهورية "تحيا مصر".. مصر التي نريد عودتها قطعة من أوروبا بلا تطلعات شخصية ولا تطلعات توسعية والله معا بإذن الله.. مصر ستعود.. صدقوني مصر ستعود ان شاء الله.