الوطن
عبد العظيم درويش
«الوضوء» بدماء الأبرياء.. و«ركعتا إرهاب» !
لا أعلم أى دين يؤمن به «أبو» هؤلاء القتلة السفاحين إذا كنا سنعتبرهم «مؤمنين».. ولا أدرى أى «ملة» تجمعهم، تلك التى تدفعهم دوماً إلى تجرع «دماء أبرياء» اختاروا ثوابت وطن افترش قلوبهم جميعاً وأبدل ترابه بدماء شرايينهم بينما اختاروا هم لغة القتل والبلطجة وأعمال العنف، وأصبح الاستقواء بالخارج منهجاً لهم، وأهدروا كل قيم الوطنية فى سبيل تحقيق مصلحة ذاتية!

كل ما يعرفه «هؤلاء السفاحون» من «دين أبوهم» لا يتجاوز «ركعتين» قبل خروجهم للقتل أو زرع قنبلة بجوار مدرسة أطفال لتحصد أرواح أبرياء «تكبير».. أو سفك الدماء أملاً فى أن يُبحروا فوقها إلى صدارة المشهد مرة أخرى. ولكن «فى المشمش»، فقد أفاق المواطنون وغادرتهم «رومانسيتهم» لحظة أن اكتشفوا أى خدعة أوقعوا فيها أنفسهم باختيارهم «الجماعة» بعد أن حاصرتهم بخداعها بأنها تحمل الخير لمصر، فيما استغلت حاجة قطاع عريض من الجماهير إلى معرفة صحيح الدين لتوهمهم فى النهاية بأنها أيضاً تحمل توكيلاً إلهياً للحفاظ على الإسلام وشريعته السمحة، «والتى لا يعرفون عنها شيئا»!

36 رصاصة غادرة حصدت أرواح 4 جنود للأمن المركزى -قبل نحو أسبوع- فى كمين أمنى بقرية «المنوات» بمنطقة سقارة بالجيزة، وقبلها شكّل نحو 30 عنصراً من معتصمى «رابعة والنهضة» فريقاً للقتل، بعد أن توحدوا مع «داعش الإرهابية» وتسللوا إلى العريش ليحصدوا أرواح قضاة بسيارة مفخخة، فيما تسلل عنصران منهم إلى داخل الفندق الذى يقيمون فيه انتقاماً منهم على إصرارهم على القيام بواجبهم الوطنى فى الاستحقاق الثالث والأخير فى خارطة الطريق أملاً فى إمكان تعطيل المسيرة.

واقع المشهد يؤكد أن جماعة الإرهاب لن تكف عن إسالة الدماء كوسيلة لاسترداد موقعها الذى قد اغتصبته بالزيف والكذب وخداع الآخرين. ولن يكتفى هؤلاء الإرهابيون بما ارتكبوه من جرائم فى حق الوطن الذى لا يعرفونه، إذ إن كل ما يهمهم هو أن تتضاعف أعداد الضحايا من «المختطفين ذهنياً» الذين يدفعهم «تجار الدم» إلى مواجهة «الأمن» فربما تنفعهم زيادة أعدادهم فى تحسين موقفهم التفاوضى إن جرى التفاوض معهم فى أى وقت أملاً فى أن يُتاح لهؤلاء الإرهابيين مكان بين أبناء الوطن -الذى لا يعرفونه- مستقبلاً إذا كان لهم أى مستقبل بيننا وفق ما يحلم به بعض من أفراد «الطابور الخامس» الذين بدأوا يطلون علينا.

وإذا كنا قد قاربنا على بناء وطن يسوده العدل ويحترم دماء شهدائه فلا بد أن نلتزم بتطبيق نصوص القانون على الجميع دون استثناء وأن يخضع كل من ارتكب جريمة اعتداء على الآخر أو شارك فى أى أحداث دموية أو حرّض عليها لمحاكمة عاجلة حاسمة تقطع يد كل من يحاول إشعال نيران الفتنة ويهدد وطن ومستقبل أمة.

وإذا كانت ألفاظ التسامح والوفاق وإدارة الحوار أصبحت «تنزلق» من أفواه البعض. فهى كلها أدوات لا تصلح للتصدى ومواجهة إرهاب جماعة غاب العقل عنها وتراجع المنطق لديها، وانزوت الحكمة من ممارسات أعضائها، وسكت الكلام، وانقطع الحوار العقلانى وسادت بدلاً منه لغة القتل والبلطجة إثر لوثة عقلية أصابتها بعد أن أطاحت جماهير المواطنين بحلمها فى الاحتفاظ بالوطن «رهينة» عندها فدفع قياديوها أعضاءها إلى إعمال آلة القتل والإرهاب وإسالة دماء الأبرياء إلى جانب إشعال النيران فى الوطن ومؤسساته وتناوبوا فيما بينهم الهدم والتدمير..!!

وإذا كان «الوضوء» بدماء الأبرياء وأداء «ركعتين» قبل القتل هما كل ما يعرفه هؤلاء القتلة من فرائض «دين أبوهم» فإننا فى انتظار أن يُزفوا قريباً بـ«بدلتهم الحمراء» إلى مصيرهم المحتوم!!.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف