تقدم الأمم بها وتتفتح أزهارها. وتنضج ثمارها. وتتخلف في غيابها ويتسلل الفساد إلي دروبها. وتتداعي عليها
اللئام فيضيع الطريق من تحت قدميها. وتفقد صوابها. مرآتها نسوية عايدة وفوقية.
تقول الحق وتنقل الصدق. فتخطو الأوطان علي طريق المجد وتشرق شمسها وتتألق أقمارها.
كانت الحرية مضيئة علي امتداد رحلته وتتمني أن تتحقق لأمته العربية وأيضاً لمهنته.
كتاب جديد للكاتب الكبير محمد العزبي عنوانه "الصحافة والحكم" في سلسلة كتاب الجمهورية "أكتوبر 2015". يشتمل علي 240 صفحة من القطع المتوسط. و51 مقالاً أو موضوعاً. تتناول موضوعات شتي سياسية واجتماعية وأدبية وزوايا إنسانية وتناولت موضوعات المقدمة قضية الصحافة وعلاقتها بالسلطة.
من عناوين الكتاب: القرية ما تزال مقطوعة. نافذة الصحافة ودنيا الرواية ورئيس التحرير علي فوهة بركان. الرجل الذي عاش مرتين. وانطفأت السيجارة السابقة. غابة الحناجر والأقلام. وشم النسيم في التخشيبة. وسرقة حذاء وزير. ليلة غاب فيها القمر. حكايات وراء الأسوار. ثورة في سجن النساء. الحب بعد الثمانين. ليالي الأنس في جزيرة الصمت. شهر العسل الأول والأخير. الطريق إلي جبلاية القرود. ذهب الشباب وأتي الشيب. صحافة زمان وعناوين العزبي جميلة وجذابة بغير إثارة أو إسفاف وأسلوبه شيق ومتدفق ورقيق ومتألق.
يدور مقال "غابة من الحناجر والأقلام" عن حال الصحافة عندنا وعندهم. وردت بدفعته رئيس التحرير الذي رفع صحيفته إلي القمة بعد أن نشر قصة جاء بها صحفيان شابان معهما الأدلة والوثائق وأطاحت برئيس الولايات المتحدة رقم 37 فيما عرف بفضيحة ووترجيت. التي تم فيها التنصت علي عدد من مكاتب الحزب الديمقراطي المنافس.
رئيس التحرير اسمه بن برادلي. والصحفيان هما كارل برنستين وبوب وود ورد تصنت الحزب الجمهوري الأمريكي علي مكاتب الحزب المنافس. وسجل 64 مكالمة في يونيه 1972. ونشرت الواشنطن بوست القصة واستقال الرئيس ريتشارد نيكسون.
في أغسطس 1974 بعد محاكمته ومحاكمة المتورطين معه. وفي 8 سبتمبر 1974 أصدر الرئيس الجديد جيرالدنفورد عفواً عنه.
وسميت الفضيحة بهذا الاسم نسبة إلي أحد التجمعات السكنية بالعاصمة الأمريكية واشنطن "ووتر جيت" وكان به أحد المقرات التي تم التنصت عليها. وهي تعني بوابة الماء أو الهويس باللغة الإنجليزية.
وبنيامين برادلي "بن" رئيس تحرير الواشنطن بوست من 68 ــ 1991. رفع صحيفته إلي الصف الأول بشجاعته ومعرفته بأصول مهنته الذي جمع في صحيفته بين مادة الصحيفة اليومية والمجلة الأسبوعية.
قال عن دونالد جراهام ناشر الصحيفة السابق: إنه كان أفضل رئيس تحرير في زمانه.
عمل في الصحافة من الخمسينيات وأصبح مديراً لتحرير الصحيفة 1965. ورئيساً تنفيذياً لتحريرها بعد 3 سنوات.
في عام 1971 نشر ملفاً عن أسرار حرب فيتنام. رفض نصائح كثيرة بعدم النشر لكنه نشر الحقيقة وأيدت المحكمة الأمريكية العليا قراره بالنشر.
توفي عن 93 سنة.
ونال أعلي وسام يمنح لمدني أمريكي "وسام الحرية" وقبل ذلك وسام احترام القراء وقضية حرية الصحافة من القضايا القديمة والجديدة والمتجددة. عانت من غيابها صحف الغرب المتقدم حتي نجحت في تجاوز السدود والعقبات وقيل حريتها. ولا تزال كثير من الأمم تسعي من أجلها.