رغم اختلاف الزمن والظروف التى غنى فيها عبد الحليم حافظ أغنية المسئولية تأليف وتلحين الراحلين صلاح جاهين وكمال الطويل، وكانت احتفاء بمن فاز بعضوية اللجنة الأساسية قبل 53 عاما ، إلا أننى أرى أن مضمونها مازال ساريا بالنسبة للفائز فى برلماننا اليوم ،فهو يقول: آديك أهه خدت العضوية وصبحت فى اللجنة الأساسية ،أبو زيد زمانك وحصانك : الكلمة والخدمة الوطنية ، ودى مسئولية. عضوية المجلس تكليف قبل أن يعتبرها الفائز تشريفا. كلمة نهمس بها فى أذن الجميع لئلا يعتقدوا أنهم زأبو زيد زمانهمس وبس. أسوق ذلك فى ضوء مداخلة لأحد الفائزين مع قناة فضائية وانفعاله الشديد وتطاوله على المذيعة وقناتها حين سألته لماذا يريد الترشح لرئاسة مجلس النواب؟ السؤال مشروع جدا، ولكن رد الفعل الانفعالى للنائب وتهجمه غير مبرر . وأتساءل: كيف سيكون آداء ذلك النائب فى المجلس، وكيف سيتحاور مع زملائه أو يطرح رؤاه بموضوعية، وهو يتباهى بأنه أحسن واحد فى الدنيا لمجرد حصوله على أعلى نسبة أصوات ؟

فى ألمانيا استشعر البرلمان زالبوندستاجس خطورة امتداد أذرع الإرهاب واستجاب بسرعة لطلب الحكومة بمشاركة القوات الألمانية دعما لفرنسا فى عملياتها العسكرية ضد داعش بسوريا .وتبدأ المهمة اعتبارا من الشهر القادم ولمدة عام. القرار سبقه نقاش ساخن، لكنه اتخذ بموافقة 445 من إجمالى 598 . المعارضون يرون أن مشاركة ألمانيا فى أفغانستان تقررت عام 2001 دعما لواشنطن بعد أحداث 11 سبتمبر ،وحدد لها مدة 6 أشهر، لكنها مستمرة حتى اليوم ! ويشيرون إلى أن الضربات الجوية وحدها لا تحسم الأمر. مسئولون برلمانيون أكدوا ضرورة طرح تصور سياسى مواكب للعمليات العسكرية للتصدى لداعش وهو ليس متوفرا الآن. لكنهم سلموا أيضا بأنه بدون الوجود العسكرى لن تكون هناك فرصة متاحة أمام التحرك الدبلوماسى.

هكذا يكون التعامل البرلمانى الجاد مع المخاطر والتحديات يا كل أبو زيد زمانه.