الأهرام
سهيلة نظمى
حرية الانتهازية والتواطؤ
كما اتهم تونى بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق معارضيه الذين رفضوا دخول بريطانيا الحرب على العراق بالانتهازية والخطأ ودعمهم صدام حسين سياسيا ، أعاد ديفيد كاميرون تكرار نفس السيناريو منذ أيام عندما وصف زعيم المعارضة البريطانية وحلفاءه بمجموعة المتعاطفين مع الإرهابيين وذلك طلبا لدعم نواب حزب المحافظين ليصوتوا له على قصف داعش فى سوريا ، فهل تريد بريطانيا فعلا ضرب داعش ؟ليتها تفعل !لأن داعش لم تتمدد وتقوى إلا بعدما شكِل التحالف الدولى لضربها . هذا تلاعب سياسى لتبرير، وتمرير، وهيمنة ،واستغلال واقع تعانيه منه المنطقة والعالم لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية فى صراع المصالح وتقسيم النفوذ الحادث الآن بين القوى المتصارعة حول منطقتين فى العالم هما الشرق الأوسط والبلقان . يتواطأ مع الساسة والسلطة كثير من وسائل الإعلام العالمية بكتاباتهم لإكراه المعارضين على الصمت ، يتجلى هذا التواطؤ فى صحف مثل نيويورك تايمز وواشنطن بوست والجارديان التى تلعب أدوارها فى قلب الحقائق المرسومة لها من السلطة . يقول جون بيلجر الصحفى البريطانى المشهور بمعارضته للسياسات الأمريكية البريطانية فى مدونته »لماذا تحولت الصحافة إلى أداة لخدمة المصالح السياسية ؟ ولماذا تصر هيئة الإذاعة البريطانية BBC على لعب دور البوق لأصحاب السلطة ؟لماذا تخدع صحف واشنطن بوست ونيويورك تايمز القراء ؟لم يعد الصحفيون الشبان فى تلك الصحف يعرفون الفرق بين الصحافة الحقيقية والموضوعية الزائفة ، بين نقل الحقيقة والتظاهر بنقلها،أصبحوا يعملون فى وسائل إعلام لاتسعى وراء المعلومة لكنها تسعى وراء المصلحة ، لم تعد المعلومات والحقائق هى التى تحرك وسائل الإعلام وإنما القوة والسلطة هى من تحركه ».

تريد السلطة الأمريكية أن تتوج هذا التضليل الإعلامى العالمى بإعداد برامج جديدة للصحفيين والإعلاميين المصريين للتدريب على الدفاع عن حرية التعبير وحماية الديمقراطية،إنها بحق إستراتيجية تواطؤ السلطة مع الرسالة الإعلامية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف