أعتقد ان الأزمة الحالية بين روسيا وتركيا على خلفية إسقاط الأتراك لطائرة عسكرية روسية فوق سوريا فى 24 نوفمبر الماضى ستنتهى قريبا باعتذار الرئيس التركى رجب طيب اردوغان لنظيره الروسى فلاديمير بوتين ولما لا وقد بات واضحا أن هذه الأزمة إن لم تنه بالشروط الروسية فانها قد تؤدى إلى خسائر بعيدة المدى لتركيا ومن بينها فقدان نفوذها نهائيا فى المنطقة وتراجعها اقتصاديا.
والواضح ان حسابات اردوغان كانت خاطئة عندما اتخذ قرار إسقاط القاذفة الروسية فقد تخيل ان حلف شمال الأطلنطى (الناتو) الذى تنتمى إليه بلاده سيسانده عسكريا إذا تجرأت موسكو وقررت الرد بنفس الأسلوب العسكرى، اولكن الروس قرروا الرد باسلوب أكثر إيلاما وهو العقوبات الاقتصادية للدولة التركية والعقاب الشخصى للرئيس التركى نفسه فقد جمدت روسيا بناء خط الغاز الذى كان من المفترض أن ينقل الغاز الروسى إلى تركيا ومنها إلى أوروبا كما الغوا العديد من الاتفاقيات التجارية ومنعوا السائحين الروس من السفر للأراضى التركية ومنع استيراد العديد من المنتجات والمحاصيل الزراعية التركية.
وفيما يتعلق بالعقاب الشخصى لأردوغان فقد بدأ بوتين حملة دعائية جبارة لإثبات وجود علاقات تجارية مشبوهة بين أردوغان وعائلته وعصابات داعش الإرهابية وخاصة فى مجال النفط المنهوب من سوريا .
ونشرت صحيفة برافدا الرسمية الروسية فى 20 نوفمبر تحقيقا يتهم تركيا بدعم التنظيمات الإرهابية واكدت فى تحقيقها أن لدى روسيا الحق فى الدفاع عن نفسها وفقا للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، وبمقدورها اتخاذ تدابير متنوعة ضد من يتستر على الأعمال الإرهابية.
والمشكلة التى تواجه تركيا حاليا هى انها قد لاتجد بديلا لروسيا ليوفر لها احتياجاتها من الغاز الطبيعى حيث تستورد 60% من احتياجاتها للغاز من موسكو.