وسط ملهاة المدير الفنى لمنتخب مصر، التى باتت تنافس مسلسل حريم السلطان فى أجزائه المتبعثرة على الفضائيات، يشب دائما متآمران من قلب مطبخ الجبلاية على طريقة السلطانة «هيام»، والوزير الأعظم «رستم باشا»، يدس كلاهما شائعات لبعض الزملاء الصحفيين، مفادها أن نشاط كرة القدم لن يعود، وأن المؤتمر الاقتصادى الذى تعقده مصر، ومن بعده الانتخابات البرلمانية يحولان دون استئناف الحياة الكروية هذا الموسم!!
هذان المتآمران يلعبان بأصابع قذرة، حتى يتفرغا لمهمة قيادة سفينة معطلة، أحدهما يمثل جبهة الخراب الإرهابية فى مصر، ويعرف القاصى قبل الدانى، أنه ينفذ أجندة مشبوهة منذ ثورة 30 يونيو، والثانى لا هم له إلا فتح دكان اتحاد الكرة، صباح كل يوم، وتوبيخ الموظفين، باعتباره أنه كبير العزبة فى البلد، وليس مسئولا فى اتحاد الكرة.
وبالطبع لا تسأل عن السلطان جمال علام، لأنه مشغول بأمور أخرى، تتعلق بانتخابات مجلس الشعب، فى مسقط رأسه بمدينة الأقصر، وهو أمر أعمق بكثير من مجرد التركيز فى اختيار مدير فنى لمنتخب مصر، وأكثر خطورة من إنقاذ منحة مجانية، قدمها الاتحاد الألمانى لتطوير الكرة المصرية بالكامل فنيًا وبدنيًا وتكتيكيًا وإداريًا وطبيًا، مقابل فقط أن يكون المدير الفنى للاتحاد ألمانيا، بينما يقف المتآمر الأكبر فى اتحاد الكرة ليعرقل هذه الخطة، متسائلًا باستعلاء ساذج: «اشمعنى ألمانيا.. ليه متبقاش فرنسا أو إسبانيا؟»
هذا المسئول الذى وصل إلى مقعده بطريقة تعكس فشل النظام الأساسى لاتحاد الكرة فى تحديد من لهم حق التصويت فى اختيار من يدير اللعبة الشعبية الأولى فى مصر، يجب أن يحاكم بتهمة الغباء الكروى، كون معاليه لا يعلم أن ألمانيا هى القطب الكروى الأوحد فى العالم الآن، ليس فى كرة القدم على مستوى الرجال فقط، ولكن على المستوى الطبى والتقنى والبدنى، بل وحتى على مستوى كرة القدم النسائية، التى تسيطر عليها فى مصر امرأة يقولون إنها حديدية، بينما هى لم تقدم لنا على مدار 20 عامًا كاملة، غير فضائح كروية، وتهيمن على منحة سنوية تقدر بحوالى 800 ألف يورو لتطوير هذه اللعبة الوهمية فى مصر، من دون أن يجرؤ أى شخص، على أن يسألها عن هذا الفشل، أو يفكر فى البحث عن بديل، إذا كنا بالفعل نسعى لتكوين كرة نسائية فى مصر.
الحريم فقط هم من يجلسون فى الحرملك، ولا هم لهم إلا تلبية رغبات من يملكهن، وأمام أعضاء اتحاد الكرة فرصة لاختيار تصنيفهم، بين أن يصبحوا فرسانًا، ويكفرون عن كل أخطائهم بقرارات شجاعة، لانتشال الكرة المصرية من فشل مركب، ساهموا فيه هم ومن سبقهم، أو أن يشاهدوا «حريم السلطان»، لعلهم يكتشفون شيئًا ما، أفقدهم أعز ما يملكه «الرجال».