... حتي مالي - وحتي تشاد.. ياه... إلي هذا الحد وصل مستوانا الكروي... اصبحنا ننهزم من "طوب الارض" ونحن الذين احرزنا بطولة افريقيا اكثر من أي دولة أخري.. بل اكثر من أي دولة أجنبية في بطولة قارية... لم نصل الي الأوليمبياد مجرد وصول ونحن الذين احرزنا المركز الرابع - رغم المؤامرات الكروية الأوروبية - احرزنا المركز الرابع مرتين عامي 1924 بباريس و1964 في طوكيو.. اختير رفعت الفناجيلي أحسن مدافع وسط عام 1960 في روما ومختار التيتش أحسن مهاجم وسنه 17 سنة في باريس 1924 ومصطفي رياض هداف دورة طوكيو "9 أهداف"..ننزل مباراة مالي أول أمس يا قاتل يا مقتول!!! فنختار "المقتول"!!! نحرز هدفا في انفسنا.. ويصاب الشعب كله بخيبة أمل.. الشعب الذي انكمش في المنازل أمام الشاشات وملأ المقاهي وعلي الأرصفة!!! لمجرد سماع تطور المباراة!!! فيصدر اتحاد الكرة قرارا بانهاء عقد المدرب!!!! وينسي أن يقدم استقالته!!! فهو الذي اختار هذا المدرب.
* * *
صدقوني...
سنظل في هذه الدوامة ما لم "نغير الروتين" الذي نسير عليه منذ اكثر من ستين عاما!!!... إذا لم تصدقني أقول لك : عند بدء مباريات المجموعات.. ووصول الفرق الي السنغال.. كتبت الصحف أن "الفراعنة" اقرب الفرق للتأهل الي الدور قبل النهائي... صرح مدرب نيجيريا بأن علي الفراعنة أن ينسوا حاجة اسمها الأوليمبياد.. من زمان هم بعيدون عنها.. وعليهم أن يظلوا ناسين هذه الحكاية!!! وسخرت نيجيريا.. من مصر!!!
وقد كان!!!
نيجيريا التي لم تعرف حاجة اسمها "كرة قدم" إلا عام ..1960 اصبحت خيراً من مصر التي اشتركت في تأسيس "الفيفا"... لماذا؟؟؟... لأنها بدأت الطريق من أوله.. اراض خضراء في كل مكان والاطفال يخرجون من المدارس ليلعبوا ويكونوا فرقا بين انفسهم ويلعبوا بحب وهواية حقيقية.. والعيون الخبيرة حول الملاعب تلتقط البراعم الواعدة وتأخذها الي الأندية للصقل لكي يكون الشبل نجماً كبيراً.. وهي نفس فكرة "مراكز الشباب" التي نصحنا بها خروشوف وفرح بها ولها عبدالناصر عام ..1956 وقمنا بانشاء مئات مراكز الشباب في القري والنجوع والاحياء في المدن الكبيرة.. وكعادتنا في كل شيء لانكمل الطريق.. تحولت مراكز الشباب الي صالات أفراح وسرادقات عزاء.. ومقار انتخابية ايام الانتخابات!!!!
آخر عهدي مع هذه القصة المؤسفة التي كررت ذكرها عشرات المرات - آخر عهدي معها خلال انتخابات 2010 "المشفي بلا معارضة" مشفي بلا عظام!!! ولكن بالصدفة اقتنع أحد النواب وقدم استجوابا عن مراكز الشباب وكان الرد عليه محبطا للغاية فاقسمت ألا أعود لهذا الموضوع مرة أخري مادامت هذه هي سياسة الدولة.. الأخ الكبير الدكتور مفيد شهاب قال باسم الحكومة مؤيدا حكاية الافراح والعزاء بان مراكز الشباب من حقها جمع المال لتنفق علي المركز!!! وكنت أريد أن أكتب أن المركز له ميزانية تذهب مباشرة الي جيوب مجلس الإدارة!!! ولكن التيار كان ضدنا.. وبعد 25 يناير حاولت فلم افلح.. قولوا لي أنتم : ماذا أفعل؟؟؟ لقد يئست فعلا!!!