علاء عبد الهادى
انهيار كوبري .. أم أخلاق ؟
انهيار كوبري مشاه بقليوب بسبب ارتطام شاحنة مخالفة لشروط الارتفاعات به، لن يكون الآخر مادامت الدولة تكتفي بالتصريحات الوردية.. اكثر من ٣ ساعات تقطعت فيها السبل بمئات الالاف ممن يستخدمون هذا الطريق من سكان الدلتا.. بالصدفة كان بينهم أخي الذي وصل الي المستشفي بالقاهرة بعد انتهاء الموعد الذي تم تحديده له مع طبيبه منذ شهور.. وكان بجانبه من فاتته رحلة الطائرة، وكان في الجهة المقابلة من فاضت روحه وهو محبوس داخل سيارة اسعاف.
كل هذا حدث وسيحدث ما دمنا نتعامل مع مخالفات الشاحنات بأذن من طين واخري من عجين.. بسبب عدة جنيهات هي رسوم المرور بطريق القاهرة ـ الاسكندرية الصحراوي، غيرت الشاحنات وجهتها الي الزراعي هربا من تسديد تلك الرسوم ليتحول المرور علي هذا الطريق الي مأساة وساحة سيرك تتصارع فيه الديناصورات ممثلة في الشاحنات والتكاتك التي تسير عكس الاتجاه، والضحايا هم قائدو السيارات الخاصة الذين لابديل امامهم سوي استعمال هذا الطريق الحيوي.
الشاحنات لا تلتزم بأي قواعد، سواء بالسير في الحارة اليمني، وبسرعة لا تتجاوز ٦٠ كيلو مترا، او بالاوزان بل تلجأ الي حمولة تصل الي اكثر من الضعف ونتيجة لذلك انهار الطريق الزراعي الذي انفقت عليه الدولة ملايين الجنيهات من لحم المصريين الحي.
المخالفات كثيرة وبالجملة ولو جلسنا لنعددها فقد نحتاج الي عشرات الصفحات والحلول تعرفها الدولة لكن الجهاز الاداري متراخ ومتكاسل وعاجز وبلا حيلة.. ابسط الحلول التزام الشاحنات باستعمال الصحراوي وتحديد ساعات تحركها لتكون ليلا، وزيادة القبضة لسحب رخص اية شاحنة مخالفة لقواعد السير والسرعات او الاوزان.
الحكومة علي المحك لتثبت هل هي أقوي أم ديناصورات الطرق؟