عبد الرحمن فهمى
فريقنا الخامس وليس الرابع
3.5 مليون جنيه تم صرفها علي فريق معروف قدراته.. أعطوها لمدرب معروفة نتائجه.. قولوا لي: هذا حرام أم حلام!!!.. نحن في عرض جنيه واحد لنبني البلد ولكن لا أحد قلبه علي البلد ولا علي مستقبل أولادنا وأحفادنا!!!
قلناها عشرات المرات.. اقفلوا بالوعات التعليم والصحة.. والرياضة التي هي ألعن منهما.. لابد أن نبدأ من الصفر.. لابد من أساس قوي صلب نبني فوقه.. لابد من التعليم الإلزامي ومجانية التعليم لمن يستحق فقط.. ومن لا يستحق له عندنا طرق أخري.. طرق أيضا لها مستقبلها لمن يخلص في التعليم والعمل.. الصحة لها باب واحد لا بديل عنه.. العالم كله دخل هذا الباب منذ سنوات طويلة ونحن "عبيد ملائكة الرحمة!!!" الذين يمتصون دماءنا!!! إذا مرضت وليس معك نقود خير لك أن تنتحر بدلا من الآلام!!!
هذا هو حالنا لا نضع رأسنا في الرمال.. طالبنا مئات المرات بأن نبدأ من الصفر.. ولا أحد يريد أن يتعب نفسه!!!
كذلك الرياضة.. بل "بالوعة" الرياضة ؟؟؟ لم نصل إلي مونديال كرة القدم إلا مرتين منذ عام 1930!!! ولم نصل إلي الأوليمبياد منذ 1982 الله يرحم حينما أرسلت سفارة أورجواي تطلب من مصر عام 1930 أن تشارك بلا تصفيات في أول بطولة مونديال وكل المصاريف والتكاليف تتكفلها السفارة!!! ورفض حيدر باشا رئيس الاتحاد بلا سبب!!
في نفس الوقت حينما اعتذرت مصر عن الاشتراك في بطولة العالم لكرة السلة في الأرجنتين عام 1952 وكنا أبطال العالم في القاهرة عام 1950 حينما حضر الملك فاروق المباراة النهائية.. وكان الاعتذار سببه غلاء وسائل السفر.. هنا قررت سفارة الأرجنتين تحمل تكاليف السفر وأيضا تكاليف الإقامة.. فسافر الفريق وكاد يفوز بالبطولة لولا إصابة حسين منتصر في ساقه حينما داس عليه لاعب أمريكي وفزنا بالمركز الثاني!!!
***
قد تسألني:
- لماذا كان فيه رياضة علي أعلي مستوي أيام زمان التي أنت غاوي تتحدث عنها؟؟
أقول لك:
- كان في كل مدرسة ملعب كرة أو علي الأقل حوش يصلح للكرة الخماسية.. وكان في كل شارع مباريات كرة شراب حتي أن جريدة "المساء" نظمت مسابقة للكرة الشراب أشرف عليها المرحومان حمدي النحاس ومصطفي البحيري وتمويل المرحوم مصطفي بهجت بدوي مدير عام "المساء"!!!
وكانت هناك تجارة مشهورة.. بعض اللاعبين القدامي أنشأوا بجهودهم الشخصية أندية شعبية في الأراضي الخالية.. بعد أن يختاروا بعض لاعبي الكرة الشراب ويقومو بصقلهم وتدريبهم ويلعبون مع بعض.. ثم يقومون ببيعهم أشهر هذه الأندية الشعبية كان "النادي المصري القاهري" في امتداد صلاح سالم قبل إنشاء الطريق ورصفه.. من هذا النادي تخرج ميمي الشربيني وطه إسماعيل وغيرهما!!!
***
تطورت الأمور.. اختفت ملاعب المدارس حتي الحوش وازدحمت الشوارع وانتهي عهد "الكرة الشراب".. لذا ظهرت فكرة مراكز الشباب التي استغلوها لحسابهم بدون الشباب!!!.. لذا احمدوا ربنا إننا كنا رابع مجموعتنا.. كان يجب أن نكون الخامس!!! لأننا لا نستحق أن نكون الرابع!!! لأننا لم نلعب قط!!!