بوابة الشروق
حسن المستكاوى
نستطيع أو لا نستطيع.. هو السؤال؟
** تحدثنا كثيرا كمجتمع، عن عودة جمهور كرة القدم، وتحدثت كثيرا عن عودة هذا الجمهور. وفى اجتماع مع وزير الشباب المهندس خالد عبدالعزيز وحضره رؤساء أندية، عرضت وجهة نظرى فى الموضوع كما يلى:

** أولاً: نحن أمام مسرح بدون جمهور. ولعبة صامتة مثل الأفلام الصامتة. ونفتقد حيوية الحضور وصوت الجمهور، وهو صوت الموسيقى فى خلفية الدراما والموسيقى جزء من العمل الدرامى، ولاعبا أساسيا فيها.

** ثانياً: عودة الجمهور قضية فيها البعد الرياضى، والبعد الأمنى والسياسى، والبعد الاجتماعى.. ومصر فى ظرف خاص للغاية.. وإشعال الملاعب بالشغب والتعصب والعنف مشهد يراه «أهل الشر» مناسبا لمحاربة أهل الخير. فالمشهد فى تلك الحالة يكون منقولاً على الهواء مباشرة بما فيه من قسوة وألم ويتابعه الملايين.. إذن مدرج الملعب ساحة مناسبة لتجاوزات أمنية واردة ومحتملة من نسبة قليلة للغاية، قد تلعب على وتر السلوك الجماعى، ويدرك علماء الاجتماع ماهو معنى السلوك الجماعى. ومهما كانت النسبة قليلة، فالأمر لا يحتمل المخاطرة، مع الوضع فى الاعتبار أنه لا توجد دولة واحدة فى العالم استطاعت درء خطر الإرهاب بنسبة مائة فى المائة.

** ثالثاً: أفهم سبب منع الجمهور وهو سبب أمنى يتعلق بعدم تحمل المجتمع لكارثة ثالثة. وأن هناك من يستغل السلوك الجماعى ويدفع شبابا للاشتباك، وهو مستعد لذلك رفضا لكل شىء وأى شىء!

** رابعاً: من هو الجمهور الذى نتحدث عنه يوميا؟ هل هم قبائل وروابط المشجعين أم جماهير كرة القدم التى كانت تذهب إلى المباريات قديما.. وهل هو جمهور الأندية الكبيرة أم جماهير المنتخب؟

** خامساً: عودة الجمهور مهمة جدا لصناعة كرة القدم.. وليست القضية أيضا أنها شهادة على أن «مصر بلد الأمن والأمان».. فمباريات الكرة ليست دليلاً على الأمن والأمان. وفى سوريا التى تعيش حربا أهلية ويحيط بها داعش، وأكثر من 33 جبهة معارضة يوجد دورى. وفى العراق يوجد دورى. وأثناء حرب الخليج الثانية كان العراقيون يذهبون إلى المدرجات وطائرات إف 16 تحلق وتضرب. ولم يكن هذا الجمهور دليلاً على أن العراق «بلد الأمن والأمان».

** سادساً: هل حسمت الحقيقة فى كارثة بورسعيد؟ وهل حسمت كارثة مباراة الزمالك؟ هل نفهم فلسفة الدول فى اختيار شركات أمن مدنية لتأمين المباريات؟ وهل أيضا تتولى شركات أمن مدنية مصرية تأمين مبارياتنا؟ هل هناك شركات مدربة على ذلك؟

** سابعا: يعود الجمهور حين يسود القانون، ويطبق بحزم، وحين يعرف كل فريق ملعبه وحين يدخل الجمهور الملعب من 40 مدخل أو 20 بوابة وحين تتوقف طوابير المرور من ثقب إبرة، وحين تكون هناك أرقام للمقاعد وحين تتوافر كاميرات مراقبة فى كل ملعب..ويعود الجمهور عندما نبيع التذكرة عبر عدة منافذ، وقبل أسابيع قبل المباريات وربما عبر الإنترنت، وعندما تكون التذكرة بها تعليمات واضحة لأنها عقد بين المشجع والجهة المنظمة للمباراة.

** هذا بعض ما نريد كى يعود الجمهور.. وقد سألنى سيف زاهر عضو اتحاد الكرة فى برنامجه: ماذا عن الجمهور نفسه.. ماذا عن البشر.. مادوره، وكل مافات من السهل تطبيقه..؟ وكان ردى أنه ليس سهلاً، ويحتاج إلى وقت. فليس السؤال هو يعود الجمهور أو لا يعود.. ولكنه هل نستطيع أو لا نستطيع؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف