الأهرام
فاطمة شعراوى
الدراما وأخلاقيات جيل
أعود ثانية لأكتب عن الدراما التى ليس لها أب شرعى فى مؤسساتنا الإعلامية وتحضرنى ‎‎ هذه الفكرة الآن بعد أن عقد بماسبيرو فى الأسبوع الماضى الاجتماع الثانى للهيئات الخمس المعنية بالصحافة والإعلام، و الذى دعا إليه عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون ومن ضمن ما أثاره الاجتماع أن العملية الإعلامية فى مصر تحتاج لتنظيم وفق قوانين وليس أعرافا, ونسى الجميع أن العملية الدرامية تحتاج لنفس الشيء وكنت أتمنى فى مثل هذا الاجتماع الذى عقد بأقوى وأهم كيان خرجت منه الدراما المصرية بل والعربية أن يتم تذكرها أيضا فالدراما لا تقل أهمية بل وخطورة عن تأثير الإعلام وهو ما نشعر به منذ سنوات ونعانى من حالة التردى الشديدة بسبب ما تعرضه الشاشات من أعمال هابطة ومسفة تدمر جيلا بأكمله.

ـ ولأن الدراما المصرية بلا أب شرعى وبلا كيان مسئول عنها ـ فبالرغم من النداءات المتكررة لإنقاذها من عثرتها والمطالبات بتدخل الدولة لإخراجها من أزمتها إلا أننى لم أسمع قط بعقد اجتماع للبدء أو حتى التفكير فى مناقشة هذا الأمر الذى يمس كل بيت وكل أسرة مصرية بل ويمس مكانة وقوة مصر الناعمة التى احتفظت بها على مدى سنوات وسنوات ونتمنى جميعا أن تعود.

أطالب باهتمام أكبر بالدراما لما لها أهمية وتأثير فى صياغة الوجدان والسلوك خاصة مع النشء, فقد بادرت الخبيرة التربوية هبة فؤاد مدير بإحدى مدارس التربية والتعليم بهذه الفكرة قائلة: نحن نتساءل لماذا العنف غزا مدارس مصر ولماذا ضاعت الأخلاق والقيم والضمير؟ فنحن من نضيعها بأيدينا لأننا نحتاج إلى دراما يتدخل فيها مقص رقيب لديه ضمير إنسانى يخلصنا من سوء الأعمال الدرامية ويرحم بلد بأكملها من احتضار الأخلاقيات والسلوكيات والإنحدار بكل أشكاله فلدينا مطلب ملح بقرار جريء بوقف المسلسلات الخارجة واختيار الجيد واستبعاد الردئ.. فيكفى ما يحدث من جرعة مكثفة فى شهر رمضان سنويا لتفسد السلوكيات فى العام بأكمله.

فقد أصبح المطلب الملح من جميع الفئات هو التدخل لإنقاذ سلوكيات وأخلاقيات جيل من خلال بوابة الدراما الهادفة التى تقدم رسالة اجتماعية تفيد الجمهور مع الترفيه بالطبع .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف