داليا جمال
من الوزير للمظلومين .. « موتوا بغيظكم» !
علي الرغم مما كتبته الأسبوع الماضي عن تجاوز هيئة الأوقاف وظلمها للصحفيين في تقييم أسعار الفيلات في عقد مدينة الصحفيين بالقاهرة الجديدة بعد 15عاما من الانتظار ! ومخالفات الأوقاف الجسيمة والصارخة في المشروع ،والثراء الفاحش المفاجئ وغير المبرر للمهندسة المشرفة علي المشروع ..إلا أن أحدا من المسئولين في الأوقاف لم يرد...أو يناقش أو حتي يبرر شيئا مما ذكرته في مقالي..!!
وقد انتظرت أن أتلقي مكالمة هاتفية من وزير الأوقاف المؤتمن علي أموال الناس في هذه الوزارة،يستفسر فيه عما جاء في المقال أسوة بالعرف السائد بين الصحفيين والمسئولين . إلا أنني فوجئت بالوزير وقد آثر الصمت وكأن شيئا لم يكن.!! وعلي الصحفيين الحاجزين في هذا المشروع خبط رؤوسهم في الحائط..او الانسحاب من المشروع الذي انتظروه طوال 15عاما كاملة ليتركوه للأوقاف ومسئوليها لتقسيم الكعكة فيما بينهم !!
إلا أنني للحق قد عدلت عن هذا التفكير والتمست للدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ألف عذر بعد أن فوجئت بكم قضايا الفساد المتورطة فيها وزارة الأوقاف ومسئولوها والتي نشرتها الصحف كعادتها في كشف المستور بحكم المهنة التي لا تحفظ سرا !!
ويبدو أن كثرة قضايا الفساد التي انتشرت في وزارة الأوقاف قد تسببت في إصابة معالي وزير الأوقاف المسئول الأول الذي تمت تحت سمعه وبصره بحالة من الهياج العصبي أمام كاميرات الفضائيات دفعت الرجل لأن يصرخ في وجه أحد الصحفيين الذي فاجأه بسؤال عن قضايا الفساد في الوزارة قائلا «موتوا بغيظكم» !!
وقد التمست للوزير العذر فمعاليه وحده مطالب بتفسير ما جاء في تقرير التفتيش المالي بوزارة المالية عن صرف مرتبات وأجور بأسماء عمالة وهمية غير موجودة بالدفاتر !! وقيام وزارة الأوقاف بإنشاء حسابات خاصة داخل بنوك تجارية بالمخالفة للقانون؟ مع عدم دفعها لـ 10% أيلولة عن الايراد الشهري لهيئة الأوقاف لخزانة الدولة !!
وتفسير كيف تورط الوزير في تخصيص مليون و200 ألف متر لرجل الاعمال أيمن الجميل المتهم الأول ومقدم الرشوة في قضية رشوة وزير الزراعة المحبوس حاليا!! وتفسير كيف أفلست شركة مجموعة الاستثمارات الوطنية للأوقاف !!
ولماذا سمح الوزير لرئيس هيئة الأوقاف بالمضاربة بأموال الأوقاف في البورصة وتعريضها للخسارة!! وتفسير توقف مصنع سجاد دمنهور لمدة 5شهور بسبب قرارات الوزير ورئيس هيئة الأوقاف !
وكشف السر وراء انخفاض إيراد هيئة الاوقاف لهذا العام بمبلغ 275 مليون جنيه عن دخلها خلال العام الماضي.. وهي كلها ملفات يجب أن تفتحها الصحافة باستفاضة .
ولذلك أوجه نصيحة لكل من تسببت الأوقاف في إهدار حقه في بيته أوفي مال كان مستحقا له ألا يلجأ إلا إلي الله ..ﻷن المسئولين في الأوقاف قد أصابهم الصمم ،فنسوا مهمتهم الأساسية في رد الحقوق لأصحابها وإنصاف أصحاب الأموال الموقوفة لهم ،و انشغلوا بقضايا الفساد والتجاوزات فيما بينهم تاركين المظلومين ليموتوا ...بغيظهم .