الأخبار
أحمد السرساوى
المنطقة العربية مسرح لجيوش ومخابرات الدنيا.. فأين مصر؟!
يُحكي أن لصا أراد سرقة قصر منيف تسكنه عائلة ثرية، ومشكلته أنه لم يجد أبدا القصر خاليا، فكلما قرر السطو عليه في يوم، وجد أحدهم بالمكان.. فكر ثم عزم علي تطفيشهم فألقي في فناء القصر كومة من الثعابين سرعان ما انتشرت في أرجائه وسرعان ما علا صراخ أهل القصر.. فهرع إليهم مدعيا قدرته علي اصطياد الأفاعي وتجول وحده ضاحكا في أنحاء القصر المنيف.

تذكرت هذه القصة وأنا أشاهد «التمثيليات» الأمريكية مع داعش التي يرشها جهاز مخابراتها علي الخريطة العربية، كما نرش الشطة علي البيتزا .. شوية في سوريا وحبة علي العراق ورشة علي ليبيا وفتفوتة في سينا ومافيش مانع تطرطش في فرنسا أو السعودية أو تونس.

الأمر خطير للغاية في منطقتنا التي أصبحت مسرحا هائلا لجيوش ومخابرات الدنيا، زحام رهيب وحسابات مُعقدة، وحشود غير مسبوقة ـ بحجة محاربة الإرهاب الذي زرعوه ـ وكأننا نعيش فوق برميل من البارود يتم تسخينه علي نار هادئة، لكن خطورة البارود أنه «يشم» اللهب وفي لحظة خاطفة قد يشتعل ويفجر البرميل بمن عليه، انهم يشبهونه باللبن قبل مرحلة الغليان، لا يمكن أبدا أن تتوقع متي يفور !!

والسؤال الآن : هل يعرف أحد أي قوة عالمية أو إقليمية لا تعمل في المنطقة؟

جيم جواب: طبعا لا.. وعندما نستعرض وجودها سنجد الولايات المتحدة التي وجهت حاملة طائراتها الضخمة هاري ترومان للمنطقة وطبعا روسيا التي هددت باستخدام السلاح النووي وفرنسا وبريطانيا وألمانيا التي أرسلت طائراتها.. وإقليميا سنجد إسرائيل وإيران وتركيا يرتعون في قلب المعمعة.. والهدف مسح الحدود العربية بأستيكة وكأنها لم تكن وإسقاط الأنظمة المتماسكة فيها، مرة بالتنظيمات المتأسلمة العميلة، وأخري ببث الفتن ونشر الشائعات وزرع الطابور الخامس كل حسب حالته، ولنا في العراق واليمن وليبيا وطبعا سوريا أوضح مثال، لذلك تنشط أقسام «العمليات» بأجهزة المخابرات الغربية الآن.. فهذا وقتها فهي التي تقود الحروب النفسية وليست أقسام جمع المعلومات التي أتمت عملها ومهدت التربة منذ سنوات !!

السؤال الأهم والأخطر: كيف تعمل مصر وسط هذه التشابكات والمصالح المتضاربة وتحافظ علي توازنها؟ وكيف تتعامل مع الأنظمة العربية «المقموصة» عمَّال علي بطَّال في ظل مطالبتهم لها بالحفاظ علي الأمن القومي العربي؟؟

الإجابة: لدينا رجال يقرأونها بلمح البصر ويتحركون أسرع من البرق، وأعتقد أنه المقصود بتحدي التحدي.


تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف