يحافظ الأهلي دائماً علي مبادئه ومواقفه لتوفير الاستقرار الذي هو أول طريق النجاح.. ومن ضمن مبادئ الأهلي عدم التغيير وسط الموسم.. وللذين لا يعلمون فإن هذا المبدأ ليس من السهل ان يطبقه أحد مثل الأهلي.. فكل الأندية في مصر تندفع وراء النتائج وغضب جماهيرها فتحدث تغييرا في توقيت تكون آثاره السلبية أكبر واخطر من عدم التغيير.. ولكن الأهلي يعرف كيف يتحكم في مشاعره وقراراته فتخرج مدروسة ومحددة.. وقليلاًَ ما تكون خاطئة وفي غير محلها.
ولكن في بعض الأحيان يكون التغيير نوعاًَ من الاستقرار وطريقاًَ للنجاح إذا كان من منحناه فرصة لم يكن موفقا ويسير عكس الاتجاه ويظهر ذلك واضحاً في الأداء والنتائج وبشكل لا يحتاج لتحليل ولا لتأويل أويختلف عليه أثنان.
فمن يراجع نتائج الفريق منذ تولي جاريدو المهمة يجد أن البطولات التي فاز بها لعب فيها التوفيق دوراًَ كبيراً محلية وافريقية.. فقد أفلت باعجوبة من سموحة والزمالك في الدوري والسوبر المصريين.. ونهائي الكونفدرالية أمام سيوي سبورت فتعادل مع سموحة وفاز بلقب الدوري.. وأهدر الزمالك فرصة تقدمه في ضربات الجزاء ولحق به الأهلي وفاز بالسوبر.. ثم أحرز متعب بكل خبرات السنين وبروح الفانلة الحمراء هدف الفوز علي سيوي سبورت وجاءت الكونفدرالية.
في مشوار الدوري كم من المباريات فاز فيها الأهلي بشق الأنفس وفي توقيت قاتل.. بل ويظل مهدداًَ حتي يطلق الحكم صافرة النهاية.
الحقيقة أن أحداً لا يستطيع انكار الظروف التي يمر بها الأهلي من غيابات تربك أي مدرب.. ولكن في الوقت نفسه عندما تسلم جاريدو المهمة كان الفريق بعناصر الشباب بطلاً علي يد فتحي مبروك.. أي أنه استلم فريقاً واقفاًَ علي قدميه.. نعم المرحلة تغيرت وظروف المباريات اختلفت ولكل مرحلة ظروفها وربما ما فعله مبروك يطلق عليه بطل المرحلة.. ولكن المنطق يقول إن المدير الفني كان باستطاعته استغلال تلك الدفعة والانطلاق من خلالها.. ولكنه لم يفعل وقتل العديد من النجوم الذين يملكون القدرة علي العطاء وبشكل قوي في ظل تراجع مستوي بعض اللاعبين.
والمثير للدهشة ان جاريدو صبر علي لاعبين كثر حتي تحسن مستوي بعضهم والبعض الآخر فشل.. في الوقت نفسه رفض منح نفس الفرصة للاعبين لو حصلوا عليها لحققوا طفرة مع الفريق.
ونظراً لتوقف الدوري ومع عدم قدرة جاريدو علي تحسن الصورة فمن الممكن البحث عن بديل.. أما لو رأت إدارة الأهلي أن بقاءه أفضل فهذا حقهم.. فهم من يقودون النادي ويتحملون تبعات القرار.. هذا رأيي.. والله أعلي وأعلم.