لويس جرجس
عن البرلمان والإعلام والمصداقية
أمام البرلمان المقرر أن يبدأ ممارسة مسئولياته خلال أيام مهام جسام لا تحتمل التأجيل أو الهزل في المناقشات أو استعراض العضلات ولو لم يقدم الأعضاء أداء يليق بما تعانيه مصر من مشكلات متراكمة منذ نحو أربعين عاماً فإنهم حتماً سيفقدون الثقة التي وضعها فيهم الناخبون وبغض النظر عن حجم المشاركة في الانتخابات فإنهم أصبحوا يمثلون شعب مصر الباحث عن "العيش والحرية والعدالة والكرامة الإنسانية".
مطلوب من المجلس وضع حلول واقعية لمشكلاتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية وهذا لن يتأتي دون تفهم كامل من جانب الأعضاء لدور البرلمان ولخطورة تمثيل الشعب كله وليس الدائرة التي نجح النائب بأصوات ناخبيها.
مع وصول تعداد سكان مصر إلي رقم التسعين مليوناً أضيف إلي مهام البرلمان مهمة جديدة هي العمل علي ضبط الزيادة السكانية المتسارعة التي تتآكل بسببها نتائج الجهود التي تبذل للتنمية. يري البعض في زيادة السكان موارد بشرية يمكن بحسن استغلالها أن تكون عاملاً إيجابياً في التنمية وان الأهم هو حسن توزيع الثروة المتاحة بين المواطنين وهي نظرة صحيحة جزئياً وليس علي الإطلاق. فالواقع يقول إن زيادة السكان تستنزف موارد متاحة في المجتمع يمكن استغلالها في تحقيق زيادة بالدخل القومي وإيجاد فرص عمل إضافية للأجيال الجديدة بدلاً من استنزافها في مزيد من الخدمات وهي لا تقدم ناتجاً قابلاً للتوزيع.
يحضرني هنا مقال للزميل عماد الدين حسين رئيس تحرير الشروق "5 نوفمبر الماضي" يتحدث فيه عن سائق تاكسي يعمل منذ عام 1989 وصار موجهاً أول في التعليم إلا ان مرتبه لا يزال 1675 جنيهاً. السائق متزوج ولديه ستة أبناء. أربعة أكملوا تعليمهم وتخرجوا واثنان لا يزالان في الجامعة ولهذا فإنه يعمل علي التاكسي إجبارياً ليتمكن من توفير مصاريف المعيشة الآخذة في الارتفاع. طبيعي ان المرتب الذي يتقاضاه لا يفي باحتياجات الأسرة إلا انه كان يمكن أن يكفيه الآن بعد تخرج أولاده الأربعة ولكنه مضطر إلي الاستمرار في العمل سائقاً ليكمل مشوار اثنين من الأبناء لا يزالان في الجامعة وهو ما كان في غني عنه لو انه حدد هدفه منذ البداية بعدد مناسب من الأبناء يمكنه توفير احتياجاتهم بطريقة أفضل. الحال نفسه ينطبق علي الدولة كلها.
لقطة :
بينما نعاني من عدم الثقة في مصداقية الإحصاءات المنشورة تداول بعض الكتاب بثقة غريبة وهم في معرض انتقاد ذهاب البابا تواضروس للقدس لأداء واجب الصلاة علي مطران المدينة المقدسة الراحل. احصائية تقول ان عدد الراغبين في زيارة القدس زاد بنسبة 60% بعد زيارة البابا! أما أنا فأطالب بمنح صاحب الإحصائية المجهول جائزة الدولة التقديرية في الإحصاء!