لو كنت مكان المفاوض الإثيوبي، لقدمت كل التطمينات الممكنة لدولتي المصب مصر والسودان، وأقنعتهم بكل السبل بأنه لامساس بحصتهما من مياه النيل، طالما انني فعلا لاأبغي من وراء اقامة سد النهضة الا انتاج الكهرباء فقط. الدراسات العلمية تؤكد ان موارد نهر النيل تزيد علي تريليون متر مكعب سنويا، لايصل منها إلي مصر سوي 55 مليار متر مكعب، اي ان ما يمر إلي دولة يقترب عدد سكانها من 100 مليون نسمة يمثل 5 % تقريبا من جملة الموارد التي يأتي معظمها من هضبة الحبشة. هل يرضي اي منصف عادل، ان يطمع من لديه كل المياه، في النذر اليسير مما قدر له الله أن يمر، ليحيي به بلدين كبيرين مثل مصر والسودان،ويصل الامر إلي حد اقامة اكبرسد في العالم لتخزين المياه بزعم انتاج الكهرباء ؟!
صدقنا التصريحات الاثيوبية علي مدي اكثر من عامين، وتصورنا ان هناك حسن نوايا فعلا تجاه مصر والسودان، حتي اقررنا بحق اثيوبيا في اقامة سد لانتاج الكهرباء لتنمية اقاليمها. لكننا وعلي مدي 10 جولات من المفاوضات لم نحصل من الجانب الاثيوبي علي مايطمئن النفس ويزيل المخاوف من شبح الموت عطشا بسبب سد النهضة
يحزنني ان اقول ان معظم المصريين يشعرون بأنهم تعرضوا للخداع، وان مايملكون من صفاء القلوب ونقاء النفوس، لم يقابل من الطرف الاخر بنفس الصفاء والنقاء. فرغم ان جولات المفاوضات العشر انتهت إلي لاشيء الا ان انشاءات سد النهضة تعلو يوما بعد يوم حتي قاربت علي الانتهاء. اقول للاخوة الاثيوبيين : اطردوا الشياطين، واغمروا السودانيين والمصريين بالامان الكامل علي مستقبلهم حتي لايتحول السد من مصدر للنور إلي شيطان يصعق المنطقة كلها.