عباس الطرابيلى
رغيف القمح بالذرة.. يا حلاوته!
هل هي معضلة أن نخلط الذرة بالقمح.. لنحصل علي رغيف ممتاز.. مقبول في الطعم ونخفف أعباء الدعم.. أم نحتاج إلي معجزة لنحقق ذلك؟!
ورغم ان الحكومة تعلم انها ستوفر 500 مليون جنيه، علي الأقل، إذا خلطنا الرغيف بالذرة بنسبة 15٪ من وزنه.. والباقي من القمح.. بل لماذا لا تكون نسبة الذرة البيضاء 25٪ وليس فقط 20٪ كما تحلم الحكومة.. ومعني ذلك اننا يمكن أن نوفر حوالي 1000 مليون جنيه، فهل هي معجزة؟!
<< ويبدو اننا نسينا أصولنا القديمة عندما كنا نأكل الرغيف المخلوط بالذرة وربما بنسبة 50٪، حتي في بيوتنا زمان- وبالذات في القري والنجوع.. ولهذا- كنا زمان نقلل من الدعم الحكومي.. رغم ان مشكلة الرغيف البلدي ليست فقط في نسبة الذرة إلي القمح، ولكنها- أيضاً- في كمية الخميرة وإعطاء العجين فرصة كافية حتي تكتمل عملية التخمر وبسبب نقص الخميرة.. وقلة مدة التخمير.. لا يصلح الرغيف للأكل في اليوم التالي ليتحول إلي «عيش رجوع» تتلهف عليه مزارع الدواجن والأقفاص السمكية.. ويا بلاش.
وهل نحتاج إلي قرار بنسبة الخلط.. أم نكتفي بقرار من وزير التموين ونترك الأمر للجمهور ليقرر هو ما يراه.. بشرط أن نحسن من عملية صنع الرغيف.. وتسويته.
<< وهنا نستعيد جهود الدكتور أحمد جويلي- عليه رحمة الله ورضوانه- عندما قرر إنتاج هذا الرغيف بالخلطة المقبولة.. وطبقها، ونجحت التجربة.. ولكن يبدو ان مافيا استيراد القمح- في الحكومة- وفي القطاع الخاص نجحت في إجهاض هذه التجربة وبذلك أصبحت مصر هي أكبر مستورد للقمح في العالم كله.. ويا وكستي.. ويا خيبة كل المصريين من وزير الزراعة وكل خبرائها عجزوا عن الوصول إلي نوع من القمح يعطينا أكبر مما نحصل عليه من الأصناف التقليدية، التي تعودنا عليها.. حتي ان الفدان من أرض مصر لا يعطي أكثر من نصف مما يعطيه الفدان في روسيا أو أوكرانيا.. أما عن إنتاج الفدان في فرنسا والأرجنتين.. فالحديث يطول ويطول.
ولكن «الوكسة» الحقيقية هي أننا حصلنا علي المركز الأول في الاستيراد.. ولم نحقق شيئاً في سباق الإنتاج!
<< والدكتور خالد حنفي وزير التموين- رغم نجاحاته في السيطرة علي مافيا بطاقات التموين- إلا انه ينتظر موافقة جهة ما علي ما يراه من خلط القمح بالذرة البيضاء.. هنا نقول له: ما دمنا نرفض أكل الرغيف البلدي «البايت».. اعقلها وتوكل.. واخلط الرغيف بنسبة 25٪ وفوراً.. ولا تخش شيئاً.. لأن معدة المصري «تهضم الزلط» بشرط أن تلزم المخابز بتحسين صناعة هذا الرغيف.. وأن تزيد من كمية الخميرة.. مادام الرغيف المخلوط لا ضرر منه بالمرة.. بل هو سليم غذائياً، والدليل اننا عدنا إلي أكل الذرة.. «وهم» في أوروبا وأمريكا، يأكلون الذرة مسلوقة ومشوية: حلوة ومملحة.. وأيضاً فشار.. حتي ان هناك الآن صناعة متقدمة لتجهيز الذرة وتعبئتها وعرضها للبيع.. ويا سلام علي كوز الذرة المشوي عندنا.. علي الكورنيش.
<< المهم اننا مع استمرار تصاعد حجم استيرادنا من القمح لابد من طريقين الأول هو هذا الخلط.. وثانيهما هو محاولة دراسة أسباب تأخر متوسط إنتاج أرض مصر من القمح، مقارنة بكبار المنتجين خارج مصر.. نقول ذلك قبل أن نطالب بإيقاف الإنفاق علي مراكز الأبحاث الزراعية.. مادام الفلاح المصري لا يتجاوب مع نتائج هذه الأبحاث.. أو علي الأقل يجب أن نجبر الفلاح علي استخدام البذور الجديدة.. كدة.. وإلا بلاش.. يعني نحرمه من زراعة القمح.. وأي زراعة أخري، ونحرمه من مياه الري.. أو نطالب بتسعير ما يستخدمه الفلاح من مياه للري.. كدة.. وإلا بلاش!
<< وبالمناسبة تجربة خلط القمح بالذرة تستوعب مليونا ونصف مليون طن من الذرة البيضاء المحلية.. أليس هذا مكسباً حقيقياً يعود بالخير علي الخزانة العامة والميزان التجاري بل وحصة الدعم الحكومي لهذا الرغيف، الذي أصبح «معضلة» حقيقية أمام أي حكومة مصرية.
ونفسي مرة- يا حكومة- تنفذي هذه الخطوة.. وتخيلوا كم كنا سنوفره للخزانة المصرية لو نفذنا بجدية تجربة الدكتور «جويلي»- الذي حاز لقب وزير الفقراء.. يا حكومة نفذي ولا يهمك.. بشرط تحسين صنعة الرغيف.. أم اننا فعلاً «نبوظ» الطبخة.. علشان مليم ملح؟!
��§Ù‚��±��£ ��§Ù„مق��§Ù„ ��§Ù„��£��µÙ„ÙŠ ��¹Ù„ÙŠ ��¨Ùˆ��§��¨��© ��§Ù„ÙˆÙ��¯ ��§Ù„��§Ù„يك��ª��±ÙˆÙ†ÙŠ��© الوفد - رغيف القمح بالذرة.. يا حلاوته!