* القانون هناك لا يعرف «زينب ».. فقد قررت محكمة التحكيم الرياضى استمرار عقوبة الإقاف لمدة 90 يوما بحق بلاتينى رئيس الاتحاد الأوروبى، واستمرار حرمانه من ممارسة أى نشاط، لحصوله على «دفعة مشبوهة» من بلاتر . وهكذا غاب بلاتينى عن واحدة من أهم لحظات منصبه، وهى حفل إجراء قرعة بطولة الأمم الأوروبية. لم يشفع لبلاتينى أنه نجم شهير، وأنه رئيس أهم اتحاد قارى..
** يرى الإعلام الأوروبى أن قرار المحكمة الرياضية إشارة سيئة. بينما يرى فريق الدفاع عن نجم فرنسا السابق أن فى قرار المحكمة الرياضية إشارة طيبة، لأنها طلبت من الفيفا عدم تمديد عقوبة الايقاف المؤقت لبلاتينى بعد 5 يناير المقبل.
** أتمنى أن يخرج بلاتينى من تلك الأزمة سليما، مستردا سمعته، وكرامته، لكن منطقى يتقدم عليه حتى هذه اللحظة. والمنطق هودليلى فى الحكم والاحتكام.. وكنت سبقت لجنة الأخلاق والمحكمة الرياضية فى مطلع أكتوبر الماضى بعد أن قرأت حوار بلاتينى مع وكالة الأنباء الفرنسية، حيث علقت قائلا:
«لم يدافع بلاتينى بقوة عن موقف.. وكنت أتمنى أن يجيب على التساؤلات بمعلومات، وليس بإجابات عامة، مطاطة، يمكن أن يطرحها أى إنسان».. وأضفت فيما بعد أن المنطق يدفعنا للسؤال: لماذا انتظر بلاتر 9 سنوات كى يمنح بلاتينى مليونى فرنك مقابل عمل قديم قام به.. وكيف يفسر بلاتينىو رئيس الفيفا هذا التأخير فى سداد حقه عن عمل قام به بأن الاتحاد الدولى كان يعانى من ضائقة
مالية؟.. هذا كلام لا يقنع الشعب الأمريكى الأصلى المعروف بالهنود الحمر..
(أرجو ألا تحتج سفارة الهنود الحمر على تلك الجملة ؟!)
أظن أن قرار المحكمة الرياضية.. إشارة سيئة لبلاتينى !
**********
** من تلك الإشارة السيئة، أنتقل إلى إشارة سيئة قديمة وضاربة فى جذور المجتمع المصرى، وهى هذا التصنيف للناس المصريين إلى رياضيين، وفنانين، ومثقفين، ومهندسين، وأطباء، وقضاة، ونشطاء.. ويعلو هذا التصنيف فى مواقع لا علاقة لها بعمل أو نشاط المصنفين، ومن ذلك أنى سئلت مرات عن رأيى فى دور الرياضيين فى البرلمان.. سئلت هذه الأيام. وسئلت قبل ذلك بسنوات. وكانت إجابتى دائما: «الرياضى رشح نفسه للبرلمان من أجل الرقابة الشعبية، وإقرار القوانين، ومناقشة قرارات اقتصادية، وتشريعية، والعلاقات الخارجية، والمواقف السياسية.. وكل هذا وغيره لا علاقة له إطلاقا بعضلات الرياضى، وإنما نريد عقله كسياسى.. وكبرلمانى.. والقول بأن الرياضى دخل البرلمان من أجل الرياضة، فإن ذلك يعنى أن الفنان فى البرلمان من أجل صناعة السينما، والطبيب من أجل الوحدات الصحية فى المحافظات. وكذلك المثقف دخل البرلمان من أجل الثقافة.. ويبقى لنا نحن الشعب أن نبحث عن ناس تدخل البرلمان من أجلنا، ومن أجل مشاغل وهموم الوطن والمواطن..!
** هذا التصنيف القائم فى مصر منذ عقود وحتى اليوم إشارة سيئة إلى أننا لم نتغير ولا نتغير، ولا نقدر على التغيير. وهناك تصنيف آخر لم أعترف به أبدا، وهو أدب المرأة، وسينما المرأة. وبرامج المرأة وصحافة المرأة.. ومن أسف أن المرأة ذاتها هى التى ترفع راية هذا التصنيف العنصرى ظنا منها أنها تدافع عن المرأة ؟!
** الإشارات السيئة أكثر من أن تحتمل المساحة !