لا نصحو من الغفلة إلا بعد حدوث كارثة، ولا نجرى أية إصلاحات فورية وسريعة إلا بعد إصابة المجتمع بمحنة، ولا نتحرك لعلاج المشاكل واقتحامها كإجراء عملى من صميم عملنا، وننتظر دائما المصيبة ووقوعها، ونتحرك فقط كرد فعل حسب حجم الأزمة وتأثيرها على الرأى العام، وهو ما يحدث تاريخيا وحاليا، ويشهد على ذلك حادث قتل 17 مواطنا وإصابة آخرين فى ملهى ليلى بالجيزة.
وللتذكرة حدث ذلك من قبل مع كل حادث قطار، أو تصادم أعداد كبيرة من السيارات، أو انهيار إحدى العمارات، أو نشوب حريق فى أحد المصانع الكبرى، أو فى الورش التى تقام تحت أسفل العمارات السكنية، ثم يبدأ الرأى العام يتساءل عن هذه الأزمات والإهمال وأسبابها، فيتحرك المسئول حتى تهدأ الأجواء، وينسى المجتمع مع أزمة أخرى أو بمرور الوقت.
فعل ذلك محافظ الجيزة الذى اكتشف فجأة، أن هناك محال وكافيهات تعمل بدون ترخيص فتم إغلاقها، بالرغم من أن كل مواطن ومسئول بالمحافظة والأحياء يعرفون جيدا المحال المخالفة، بل وهناك محاضر وشكاوى من ساكنى هذه المناطق، ولكن المسئولين دائما فى الإجازة الجبرية التى منحوها لأنفسهم، لحين أن يكشف الستار سبحانه وتعالى عن المستور وتظهر الفضائح.
هذا ما تعودنا عليه من المسئولين فى الحكومة والدولة، حادث قطار نهرول لنلقى السبب على المزلقانات، وانهيار عمارة نلقى بالكارثة على السكان ومخالفات المالك، وتصادم السيارات على المخدرات وطيش الشباب، والحرائق على الماس الكهربائى، وهكذا نحل مشاكلنا، وهكذا يعمل المسئولون دون محاسبتهم.