اللي مايشوفش من الغربال يبقي أعمي، واللي مايشوفش إن الدولة اتغيرت يبقي أعمي، خاصة إذا كان هذا التغيير يتعلق بمنظورها لحقوق المواطن وكرامته وآدميته، وتتلخص علامات التغيير في نقطتين أساسيتين، الأولي الحكم علي ضابطي الأمن الوطني بالسجن خمس سنوات بتهمة تعذيب محام حتي الموت، وهذا ما لم يكن يحدث من قبل، والثانية موافقة وزير الداخلية علي خروج سجين أخواني من محبسه لحضور فرح ابنته، وهذا ما لم نسمع عنه من قبل، ومبلغ الأهمية في هاتين النقطتين يكمن في عودة العدل والرحمة إلي أرض الوطن، وبعودتهما تعود الطمأنينة والأمان ويعود للمواطن إحساسه بدفء الوطن، وبالتالي استعداده للتضحية من أجل الوطن وليس التضحية بالوطن، وهذه هي في رأيي البداية الحقيقية للقضاء علي الإرهاب.