الجمهورية
بثينة عبد الحميد
طوفان النفايات
اصبحت التكنولوجيا.. هي السيد في هذا العالم.. تتحكم فينا كيفما تشاء.. ومع اتساعها ونموها المتزايد.. أصبحنا جميعا أسري لها.. حيث تحيط بنا من كل جانب. تدخل في كل شئون الحياة.. بدءا من الثلاجة والتكييف حتي المحمول ولعب الأطفال مرورا بالكمبيوتر واللاب والتاب وباتت سعادتنا في تغيير الاجهزة القديمة بالاحدث.. وهناك اناس تستبدل الاجهزه مع كل جيل جديد منها- عدة أشهر- وكل أجهزة الاتصالات ولكننا لا نفكر في مصير الأجهزة القديمة عند التحديث واين سينتهي بها المطاف؟!!
المهم ألا نراها أمامنا بعد ان تنتهي مهمتها معنا.. بالطبع سيكون مصيرها التكسير وينتهي المطاف إلي مقالب الزبالة.. بعد ان يتم تداولها عدة مرات في الدول النامية بصفة خاصة إلي ان تصبح خردة.. ونفايات الكترونية يصعب التخلص التام منها.. وتحتاج إلي دورة كاملة للتعامل معها.
وتشير التقديرات العالمية إلي أنه يتم انتاج ما يقرب من 20-50 مليون طن من النفايات الالكترونية سنويا ويتم تدوير 10% فقط في بلادنا ويتم شحن 80% من هذه الكمية إلي دول العالم الثالث في أسيا وأفريقيا لإعادة التدوير أو التخلص.. وفي هذه البلدان- غالبا- لا يتم إعادة تدوير هذه المخلفات.. لعدم وجود امكانيات وهذا يسبب تأثيرات ضارة علي صحة الانسان والبيئة لاحتواء هذه النفايات علي مواد خطرة كالرصاص والكادميوم والزئبق.
وهنا اتساءل لماذا لم تذكر الاستراتيجية التي تم اعدادها لأكثر من عشر سنوات قادمة أي شييء عن المعالجة والتعامل مع هذه النفايات.. تكون خلالها النفايات الالكترونية أصبحت كالجبال من الأجهزة الحديثة والاجهزة المستعملة التي يتم استيرادها لارباحها الخيالية.. وتتقلص فيها فترة الاستعمال إلي أدني مدة.. وبعدها تصبح نفايات اننا نحتاج قوانين جمركية لا تسمح بالمغالاة في استيراد هذه الاجهزة المستعملة.. أو منع استيرادها تماما.
وعلي التوازي نحتاج آليات لمواجهة إعادة تدوير هذه المخلفات. خاصة وان عملية إعادة تصنيع هذه النفايات تنطوي علي البحث عن مواد متوفرة بكميات كبيرة وأخري متوفرة بكميات ضئيلة.
وفي مصر لا توجد جهة حكومية أو مؤسسة بحيثة تقوم بهذا الدور.. سوي شركة واحدة خاصة وبالاضافة إلي اشخاص مجهولين يقومون بهذا العمل بصورة عشوائية مما يعرضهم ومن حولهم للخطر.. بالطبع بحثا عن العناصر الثمين كالفضة والذهب وغيرها من العناصر كالقصدير والنحاس والحديد والالومنيوم.
وهذا الموضوع شائك ويطول الحديث فيه والمفترض الا يترك هكذا دون مناقشة موضوعية وطرح الحلول. وانما لابد من التعامل معه بوعي أكبر وان نطرح تساؤلات حول موضوع النفايات الالكترونية التي تمثل تحديات كبيرة للاجيال الحالية والقادمة.
وعموما فان المسئولية لابد ان تتحملها الاطراف جميعا من منتج ومستورد ومستهلك وحكومات ولابد من وقفة مع هذا الطوفان من الأجهزة المستعملة التي يتم استيرادها.. لدفنها في مصر وتأثير ذلك علي البيئة المصرية من مياه وهواء وغذاء اللهم اني بلغت اللهم فاشهد.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف